ذكر مراسل "شبكة أندلس الإخبارية" أن الهدوء عاد اليوم السبت إلى مدينة مليلية المحتلة بعد المواجهات العنيفة التي شهدتها المدينة يوم أمس الجمعة بين الشرطة الإسبانية والسكان من أصل مغربي في بعض الأحياء المهمشة، بينما لم تستبعد الفاعلة السياسية فاطمة محمد قدور والتي كانت تنتمي للحزب الشعبي الحاكم بالمدينة قبل الاستقالة منه أن تنفجر الأوضاع من جديد إن لم تتخذ الحكومة المحلية حلا سريعا لمعضلة تهميش الشباب المسلمين بالمدينة. واتصلت شبكة أندلس الإخبارية بالفاعلة السياسية فاطمة محمد قدور، حيث أكدت هذه الأخيرة أن "الشباب المسلمين بالمدينة يعانون من التهميش ومن مناورات الحكومة المحلية بمدينة مليلية والتي تقوم بتأمين فرص الشغل للمصوتين عليه فقط وتقصي باقي السكان" واسبعدت فاطمة أحمد قدور أن تكون أية جهة أو حزب ما وراء ما شهدته المدينة من احتجاجات دامية يوم أمس. وأشارت فاطمة محمد قدور إلى أن "الشباب المسلمين بالمدينة [وهي التسمية التي يطلقها الإسبان على السكان من أصل مغربي]، يعيشون حالة من اليأس بسبب انسداد الأفق"، محملة المسؤولية للحكومة المحلية وموجهة لها رسالة قوية: "على الحكومة أن تجد حلولا بدل أن تدفع الشباب إلى العنف" وأكدت الفاعلة السياسية في تصريحها ل"شبكة أندلس الإخبارية" أن الحكومة المحلية التي يسيطر عليها الحزب الشعبي اليميني يفوض كل الخدمات إلى ثلاث أو أربع شركات تقوم بدورها بتأمين فرص الشغل إلى السكان الذين يصوتون لصالح الحزب الشعبي بينما يعاني باقي السكان وأغلبهم من المسلمين من التهميش وانسداد الأفق.
فاطمة محمد قدور تتزعم إحدى المظاهرات بمدينة مليلية
هذا وشهدت أحياء لاكانيادا و راينا ريخنتي ومونتي ماريا كريستينا بمدينة مليلية المحتلة أمس الجمعة، مواجهات عنيفة بين عشرات السكان من أصل مغربي والشرطة الإسبانية، حيث اندلعت المواجهات في الساعات الاولى من نهار أمس إلى غاية المساء. وتأتي احتجاجا على سياسة الاقصاء التي تنهجها السلطات الإسبانية تجاه السكان من أصل مغربي في هذه المدينة الخاضعة للسيطرة الإسبانية والتي يطالب المغرب باستعادة السيادة عليها. فالسكان من أصل مغربي والحاملين للجنسية الاسبانية يأتون في المرتبة الثانية بعد “الاسبان الحقيقيين” الذين لهم الأولوية في الحصول على فرصة العمل، تدهور الوضعية الإقتصادية والإجتماعية للمغاربة الإسبان القاطنين بمليلية دفعهم إلى الاحتجاج على السياسة الحكومية إلا أن المسؤولين الاسبان أجابوهم بالعصا والرصاص والاعتقالات. الإحتجاجات التي أحرقت فيها صور "عبد الإله ابن كيران" رئيس الحكومة المغربية، و"ماريانو راخوي" رئيس الحكومة الإسبانية، خلفت حسب مصادر جد مطلعة جريحين في صفوف المحتجين و جرح ثمانية عناصر من قوات الأمن، كما علم أيضا بإستعمال الرصاص الحي من كلى الطرفين فالمحتجين أطلقوا خمسة اعيرة نارية و من بينها عيار من 22 مليمتر اخترقت إحدى واقيات عناصر التدخل الإسبانية