أمر كل يوم أمام متجر صغير لا تتعدى مساحته حوالي ست أو ثمان أمتار مربعة، يتكدس بداخله ما يقرب عن عشرين شخصا، بأٌقلام يدونون أرقام الحظ و اليأس، و بقطع نقدية يحكون أوراقا تحمل أحلامهم قصورا و سيارات فارهة و أسفارا و شركات، و ربما فقط دراجة نارية أو هوائية. أتأمل فيهم، أتخيل أحلامهم في عيون ملتصقة بشاشات ترى أرقاما مبعثرة متناثرة... و هاهو أحدهم يفتح باب سيارته، و يخرج هاتفا متطورا ثمنه لا يقل عن خمسة آلاف درهم ويقفل الباب، يتكلم بثقة حول عمارة سكنية بملايين الدراهم، ثم يلوح بورقة بعشرين درهما لحارس السيارات ثم يدخل إلى المتجر يسلم على أصدقائه القدامى و هم لا يزالون محملقين في الشاشة،منهم من يرجو منه عملا ومنهم من يرجو قرضا أو علبة سجائر. قضى معهم حوالي عشر دقائق ثم تأكد أن الأرقام التي ظهرت على الشاشة لم تربحه شيئا ... وضع القلم و خرج ببطء شديد، يجر حذاءه البالي... وقد انقضى الحلم... وعاد إلى المنزل ليفكر في يوم جديد و ربما في ارقام ورقة الغد....