الشمس تشرق من جديد على العالم السفلي معلنة بداية يو م جديد ، قد لا يختلف عن سابقيه من الأيام بالنسبة لساكني النعال النتنة ،فقط بضع براريك متناثرة هنا وهناك تطل على وديان يحسبها الناظرون أنهارا فيما هي وديان صرف صحي تعجَُ بزائرين من نوع خاص يتعايشون مع البشر في وضع أليف وغريب ، هنا الكلَ يقتات من لاشيء والكلَ يتجاور في العفونة والنٌتانة ،حتى الأطفال بمجرد ما يخرجون من أقسام الدراسة الحكومية الفاقدة لأي تصنيف، ينقسمون إلى فريقين متناقضين ،قد يكون بسبب طغيان مبدأ الذكورة الذي يرادف في العالم السفلي الأعمال القذرة حين يلجأ هؤلاء إلى تقليد البورجوازية في تيلفزيون الأسود والأبيض عن طريق الصيد مع أن صيد الأغنياء يكون بآستعمال البنذقية في الغابات والمنتزهات العامة ، وعندنا نحن يصبح الصيد مرادفا لصيد الجرذان والحشرات الضارة والشاطر هو الذي يتمكن من صيده ليستعرضه على مرأى فارسات الأحلام بنشوة وفي اقفاص للبرهنة على قوته في ترويض ومعايشة القذارة ، أما الفريق المؤنث فينتقل للقفز على الحبل قرب الأبواب الصدئة والدروب الضيقة وحين يتعلق الأمر بعملية آندماج ومساواة فتصبح اللعبة المفضلة هي لعبة أسلافنا القدمى " الغُميًضة " أووه أسف نقلتكم معشر الأستقراطية المزيفة والعالم الراقي وكروش الحرام ووو....إلخ إلى عالمنا القذر ، معذرة لكني مضطر لكي أكمل . أما النسوة ، نسوة البيت وربات البيوت فمباشرة يهرعن إلى سقاية الحي واللائي يتكدسن أمامها لزمن طويل لا يعين قيمته إما لجهلهن بقيمة الوقت أو لأنهن مجبرات على ذلك ، فيصبح المشهد أشبه بحرب أمريكية على خزان بترول خليجي مع أن الفرق شاسع بين قطرة ماء وبرميل نفط ، يستخدمه الكثيرون لملأ خزان سيارتهم الفارهة وآستعراض قوتها في دهس " المازاليط " في الشارع العام ،أما الأباء الذين تركواْ القذارة لأبناءهم فهم في عالم لا يقل عن عالم أبناءهم حيث يصبح الأب محترفا في تحوييل المتلاشيات إلى تجارة ناجحة من قمامة الأغنياء وتحفا فنية تباع في أسواق آكتسبت برواجها في لاشيء سمعة طيبة في العالم السفلي ولكونها ربما أضحت رحيمة بساكني النعال النتنة ومن رحمة آصحاب " الصولد " ... [email protected]