فكما لا يخفى عليكم اقتراب حلول موسم عيد الأضحى المبارك والتحديات التي يطرحها فيما يخص توفير الأجواء المناسبة لبيع الأضحية، بسبب افتقار طنجة إلى سوق مؤهل للقيام بهذه المهمة في ظروف مناسبة ودون أي إكراهات . لكن حينما نستحضر تجربة السنة الماضية وما رافقها من تعثر وارتباك على مستوى اختيار المكان المخصص للسوق، ندرك حجم الصعوبات التي يمكن أن تواجهها المدينة هذه السنة، لأن سوق بوخالف كان غير كاف من ناحية، كما أنه يتواجد داخل محيط يتميز بكثافة حركة السير وتنقل المواطنين من ناحية أخرى ..فهو يتمركز على مقربة من المؤسسات الجامعية ، ومن الطريق الوطنية رقم 1 ، ثم المطار، والمنطقة الحرة، والمنطقة الصناعية اكزناية، والتجمعات السكنية الكثيفة، وأسواق السلام، وميطرو..، كما أن طريق بوخالف الرئيسي تتواجد به عدد من المؤسسات العمومية ، كالمدارس العمومية والخاصة ، والكلية ، والمعاهد العليا ، والسجن البلدي ، والوحدات الصناعية، والملاعب الرياضية ... فكل هذه الاتجاهات تعتبر مصدر تدفق آلاف المواطنين وتنقلهم اليومي، مما يؤدى إلى حدوث ازدحام في حركة السير واختناق غير مسبوق قد يستمر لعدة ساعات على طول المحاور المؤدية إلى السوق بمنطقة بوخالف، وهو الأمر الذي يتسبب في خلق صعوبات كبيرة للمواطنين، والرفع من كلفة الأضحية ومن معاناة اقتنائها بسبب صعوبة الوصول إلى السوق وغلاء وسائل النقل، وارتفاع تكلفة إيواء القطيع التي يتم عكسها مباشرة على ثمن الأضحية جراء غلاء ثمن كراء الدور والمستودعات .. ومن أجل تلافي تكرار الجانب السلبي لهذه التجربة، يجدر الانطلاق مبكرا في إعداد الظروف الملائمة لهذه المناسبة ، وذلك من خلال تهيئة سوق بوخالف بشكل جيد ابتداء من إعداد الأرضية، والمرافق الضرورة، والفضاءات المخصصة لإيواء القطيع، ومراكز الأمن والحراسة.. ومن أجل تخفيف الضغط عن سوق بوخالف وتوزيع ساكنة المدينة في اتجاهات مختلفة للحد من الاكتظاظ ، نقترح إحداث سوقين آخرين موازيين، أحدهما بين العوامة والديموس ، والآخر بين منطقة السانية الجديدة ، وطنجة البالية بحكم توفر الأراضي السلالية والأراضي المخزنية بهذه المناطق .. وهو الأمر الذي من شأنه التخفيف من المشاكل التي ترافق هذه الموسم كل سنة ، وكذلك التخفبض من ثمن أضحية العيد بفضل المنافسة التي يمكن أن تتحقق بسبب وفرة العرض، كما أن تعدد أماكن العرض وتوفير الظروف الملائمة للاستقبال سيشجع الكسابة والفلاحين على القدوم إلى طنجة .. فهذه الاختيارات ستكون مناسبة حاضرا ومستقبلا لأنها ستوفر للمدينة أوعية عقارية يمكن استغلالها في هذه المناسبة واستعمالها كأسواق أسبوعية من أجل امتصاص ظاهرة البطالة والباعة المتجولين ، لكن الأمر يحتاج بالطبع إلى دراسة رصينة وإرادة قوية من أجل التنفيذ .. فهذا الموسم لا يمكن الاستهانة به، فهو شبيه بكل المناسبات التي يجب الإعداد لها بالشكل الذي يخدم مصلحة الساكنة ويرفع من درجة النشاط الاقتصادي الذي يحقق التنمية كما يرفع من موارد صندوق الجماعة .. وكل تقصير في هذا الجانب ستكون له عواقب وخيمة، إذ سينعكس سلبا على حياة الساكنة وعلى النظام العام بالمدينة، كما سيعري أوجه التقصير والعجز عن مواجهة التحدي الكبير الذي يقف على أبواب المسؤولين الذين اعتادوا الوقوف موقف المتفرج إلى أن تقع الكارثة وتتعقد الأمور ،وتصبح خارج نطاق السيطرة .