جميل أن يلغي الملك زيارته الى مدينة طنجة حسب آخر التسريبات على اثر الفضيحة التي أثارها عفوه عن مغتصب الطفولة المغربية ، وما خلفها في وجدان أغلب المغاربة وخاصة المغاربة الأقحاح !!!!والأجمل أن يتم اخبار المغاربة باسم مرتكب هذه الجريمة الشنعاء ومعاقبته العقاب المناسب . ان الأمر فعلا تجاوز كل الخطوط الحمر ، وصحة الملك لاتحتمل مثل هذه الفضائح ، وعليه ان يضرب بيد من حديد عنق صاحب هذا المقلب البشع الذي أوقع فيه رئيسه وملكه ، وورط الشعب المغربي في فضيحة لا يمكن تبريرها الا بتقديم صاحب هذا الخطأ اللايغتفر الى العدالة لقضاء ما تبقى من محكومية المغتصب الأصلي وراء القضبان . لقد ارتكب صاحب الفعل خطأ جسيما في حق الملك ، نعم أدرك كما غيري أن الملك ليس لديه الوقت الكافي للاطلاع على قائمة من أكثر من ألف اسم ، والتعرف على طبيعة جرائمهم ، لكن وهذا ما حذرت منه شخصيا ، هناك أشخاص قريبون من محيطه يلعبون لعبا قذرا ، ويورطونه في قضايا قد تبدو هامشية ، لكن لها رمزيتها وعمقها المرتبط بموقع الملك . خاصة وأن أحد الأضدقاء أسر لي أن ملك اسبانيا أنكر ان يكون قد طلب من ملك المغرب العفو على مغتصب الأطفال المغاربة . وفعلا هذا ما أكدته جريدة ألف بوست . ان مكائد البلاطات هي من طبيعة هذا المحيط المغناطيسي الجذاب والمغري ، لكن أن يصل الأمر الى هذا الحد ، فان اللعبة ايز أوفر . Game is over . واذا كانت غضبة الملك على هذه الواقعة الشنيعة صحيحة حسب قراءتي وحسب تسريبات بعض المقربين والعاملين بسلك الدولة ، فان على الملك أن يقدم بكل جرأة ورجولة اعتذاره لشعبه العزيز كما يصفه ، وان يسمح لجميع التظاهرات المنددة بموقف العفو بالتعبير عن غضبها والتنفيس عن حنقها ، بعيدا عن الدورية السرية لوزير الداخلية بمنع التجمهرات والتظاهرات السلمية ، وهي دورية لا تخص الا وزير الداخلية وجهازه القمعي ، ولا علاقة لها بظهير الحريات العامة وبالدستور والمعاهدات الدولية ذات الشأن ، خاصة في عصرنا ولحظتنا الراهنة . على الملك اذن أن يختار ، بما أن غضبته هاته جاءت متوافقة مع غضبة الشارع المغربي ، بين التصالح مع الشعب المغربي ، ومع كرامة هذا الشعب ، ومع رمز عزيز على هذا الشعب ، وهو رمز الطفولة بتقديم صاحب المقلب الى العدالة ، أو يزيد من المتاريس التي انضافت بينه وبين الشعب المغربي ، وكانت هذه الفضيحة المشؤومة بمثابة العار الذي لن يمحوه الا قرار جريئ وقوي . وهو الاعتذار الى الشعب المغربي المهان في تاريخه ودينه وحاضره وحقوقه ومستقبله وطفولته . الملك قبل هذا وذاك انسان ، وموقعه كأمير للمؤمنين وما تنص عليه أحكام الدين في مثل هذه الواقعة النكراء ، يعد خطأ لا يغفره الا اعتذار مسلم أخطأ في حق دينه والهه ومكانته وشعبه ، وعلى المخطئ تحمل تبعات أخطائه . وكما كتب بعضهم ، الشعب المغربي شعب سموح وليس حقودا كنظامه ، وهذه الفضيحة هي أكبر شهادة أن بعض المقربين من الملك يستحقون الاعدام أو السجن الأبدي ، فكثير من الوقائع والأحداث كما كتبت منذ سنتين لا تشرف الملك وان كانت تصدر باسمه . ولعل هذا الخطأ الفادح الذي وقع فيه أصحاب النوايا السيئة من شأنه أن يكشف جبالا من الأخطاء التي أوقعوا فيها الملك ، وما على المثقف الا واجب التنبيه واكمال سيره نحو المجهول .