للآن لا أكاد أصدق نفسي أن ملك المغرب محمد السادس أمير المؤمنين وحامي الملة والدين والمدافع عن المواطنين هو نفسه الذي قضى بالعفو على مغتصب احد عشر طفلا مغربيا قاصرا . هل يمكن لأحد أن يصدق هذا الهراء ؟ بل هل الخبر أصلا حقيقي ؟ ، هذا ما أكده حميد كرايري المحامي الذي حرك الدعوى القضائية ضد المغتصب الاسباني ذي الأصول العراقية ، حسب ما أوردته جريدة "لكم " الالكترونية . انه خبر الموسم وفضيحة السنة . دعونا من اللعب السياسي والفساد الاقتصادي والانحطاط الأخلاقي والقيمي ، والترهل الديني ، ان الأمر يتعلق بالطفولة رمز البراءة ، وعتبة المستقبل الأولى ، والقاعدة الاجتماعية المنبسطة . أمل المغرب ، شباب المستقبل كما علمونا في مدارسهم العقيمة يهانون أمام العالم بعفو ملكي سامي ، ونعم الحكم أنت يا ملك المغرب . شيئ لا يصدق ، ولا يمكن أن يستصاغ او تهضمه جميع قوانين العالم ومواثيق المنتظم الدولي ، الملك الذي اصدر أوامره العليا بالعفو عن قصر الأربعاء الأسود ، يصدر أوامره المشبوهة بالعفو عن مريض البيدوفيليا ، وكأن اطفالنا لايعنون له شيئا ، وكأننا مجتمع مريض ببيع شرف اطفاله واغتصاب براءتهم . هل هناك منطق قد يجد مبررا لهذا الانتهاك الصارخ لحقوق أطفال مغاربة ؟ ،شيئ صادم ، وكيف أمكن للملك أن يصدر مثل هذا العفو ؟ هل كان يدرك وهو يختم بالخاتم الشريف على قائمة المرشحين للعفو ، أن "دانييل " مغتصب أحد عشر طفلا مغربيا على قائمة هؤلاء المرشحين ؟ . انها فضيحة السنة بامتياز . القضاء المغربي مخترق ، والأحكام مزاجية ، قد نتفهم ذلك ، فهذا من طبيعة أحوال وعلاقات الناس بعضهم ببعض ، لكن ان يبلغ الأمر درجة العفو على مغتصب للبراءة المغربية بعد قضائه سنة ونصف من محكومية أكدتها كل تراتبيات التقاضي المغربي بلغت ثلاثين سنة ، فهذا ما لايمكن ان يطمئن أحدا على أطفاله . انها رسالة قوية ضد الشعب المغربي ، وهو نفس الملك الذي تحدث في خطاب العرش الأخير عن "الضمير المسؤول " ، فهل ضميرك مسؤول أيها الملك ؟ . لقد انتهكت أقدس وأجمل ما لدى الانسانية ، الطفولة . وأهنت شعبك العزيز بما لا يستطيع أن يأتيه أي أحد غيرك . ان من يفتقد للحمية على طفولته وأبنائه ومستقبل وطنه ، يستحق اكثر من هذه الاهانة ، هل بلغت المذلة بنا الى هذه الدرجة من الانحدار ؟ . لا يمكن لشعب يسكت على هذا اللواط المباح أن يرفع رأسه أمام العالم . والمغاربة اليوم مطالبون بردة فعل قوية حول هذا التحكم البشع في قضائهم واستباحة قيمهم وأخلاقهم ورفع صوتهم عاليا ، والصراخ بملء حناجرهم :اللهم هذا منكر . أين زعيم فقه النوازل عبد الباري الزمزمي ورأيه في الحادثة ؟ ، أين بوق المخزن الجديد محمد الفيزازي من هذا الانحراف الديني والانساني الخطير ،؟ أين رئيس المجلس الأدنى لعلماء المغرب ؟ ، اين الديمقراطيون والعلمانيون والسلفيون واللاشيئيون من هذا الغضب الانساني والالهي الذي لحق بنا في صورة معكوسة ؟ . اللهم ان هذا منكر ، اللهم اني قد بلغت ، اللهم فاشهد .