لازال موضوع الإساءة الى المرأة المغربية يستهوي على ما يبدو بعض الأعمال الدرامية الخليجية، وهذا ما اكتشفته بالصدفة بالأمس في خبر وصلني عبر بريدي الإلكتروني، حول أحد الاعمال الدرامية للموسم الرمضاني، والذي كان مرفوقا برابط الفيديو لحلقة المسلسل. و يتعلق الأمر بمسلسل يبث عبر التلفزيون السعودي يحمل اسم "كلام الناس"، وهو مسلسل ساخر واصل ما ذهبت اليه سابقا بعض الاعمال الدرامية الخليجية من إساءة لسمعة المغربيات. ففي الحلقة السادسة المعنونة ب "الخرفان"، سلط المسلسل الضوء على فتاة طموحة تنشأ مشروع استثماري عبارة عن مركز للاتصالات، توظف فيه مجموعة من الفتيات المغربيات، يقوم عملهن بالأساس على ايهام الشباب السعودي بالحب وإغوائهم عن طريق الهاتف او ما يسمى بتجارة الحب عبر الهاتف، وأخذ مبالغ مالية منهم على شكل تحويلات، وحتى يكون المسلسل في معالجته للموضوع قريبا للواقع، استعان بفتاة مغربية تتحدث باللهجة المغربية، وأظهرها وهي بمركز الاتصالات، تقدم لباقي الفتيات الموجودات معها بالمركز نصائح في كيفية الإيقاع بضحاياهم من "الخرفان". في الواقع شاهدت الفيديو، أكثر من مرة، وتساءلت لماذا تظل المرأة المغربية دائما مستهدفة بهذه الاعمال التي تسيء لسمعتها. ولماذا في هذا الشهر الكريم الذي يجب أن تقدم فيه أعمال تكون لها بعد إنساني وهدف نبيل، تقدم أعمال تسعى فقط إلى زرع الاحقاد وتأجيج الصراع, هل بتنا نعاني من فقر في إيجادا مواضيع جديدة للتناول الدرامي؟ الا يكفي ما يحدث في عالمنا العربي من سيناريوهات قابلة للمعالجة دراميا لشهور وأعوام وليس فقط لرمضان 2013، علما ان مواضيع مثل هذه سبق وأن طرحت وخلقت ضجة كبيرة. الحلقة في الواقع لم تسيء للمرأة المغربية فحسب ولا للمرأة اللبنانية التي كان لها أيضا حصة في هذه الإساءة، بل أساءت للشباب السعودي على وجه الخصوص، الذين وصفتهم ب "الخرفان"، وأظهرت مدى سذاجتهم، وكيف يتم اللعب عليهم واستغلالهم من المغربيات واللبنانيات. وللإشارة فإن مسلسل "كلام الناس" يعرض على شاشة القناة السعودية الأولى وهو من بطولة حسن عسيري / يوسف الجراح ومعهما مجموعة من الفنانين , عماد اليوسف / لمار / بشير الغنيم وعدد من الوجوه الجديدة يامور / نور حسين / مجاهد العمري.