قالت الدكتورة أمينة بركاش، اختصاصية في العلاج النفسي، إن دور الأسرة دور محوري وأساسي في تهيئ الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للإدماج الاجتماعي. وركزت على أن دور الأب داخل الأسرة لبنة أساسية في هيكلة محيط الطفل، ولا ينبغي له أن ينسحب ويترك لزوجته أمر تدبير الشأن اليومي للطفل ذي الاحتياجات الخاصة مكتفيا فقط بتوفير الضروريات المادية أحيانا. واستعرضت الدكتورة بركاش التي كانت تتحدث في إطار محاضرة حول الأسرة والإعاقة نظمتها جمعية أطفال الجنة لذوي الاحتياجات الخاصة بطنجة بغرفة التجارة والصناعة والخدمات يوم السبت 16 فبراير الجاري، استعرضت الدورة الحياتية للأسرة انطلاقا من الزواج وهو اللبنة الأولى لتأسيس أسرة، ونبهت إلى أن الزوجين يجب أن يبنيا حياتهما على الصراحة والنقاش. ثم تأتي مرحلة الدراسة للطفل، وهي مرحلة تكتسي أهمية قصوى في إطار إعداد الطفل المعاق للاندماج في الحياة الاجتماعية والمهنية، وشددت المحاضرة على أن الطفل ينبغي أن يلج الحضانة ليحتك بأقرانه إذ أن هذا الأمر يساعد كثيرا في نمو مشاعر الإحساس والإدراك لدى الطفل. وقالت الدكتورة بركاش إن زلزالا قويا يحدث داخل الأسرة عندما تعلم بإعاقة طفلها، وتبدأُ رحلة التشخيص ومحاولة التخفيف من الصدمة، غير أن هذا الأمر لا ينبغي أن يُنسي الأسرة دورها الكامل في إعداد الطفل وتهيئيه للمراهقة ولما بعد المراهقة. ونصحت الدكتورة الأسر التي عندها طفل معاق أن تتكاثف فيما بينها للتخفيف من المعاناة وتنظيم أنشطة مشتركة. ولقيت هذه المحاضرة استحسانا كبيرا من قبل الآباء والأمهات الذين فتحوا نقاشا مستفيضا مع المحاضِرة التي تفضلت بالإجابة عن أسئلتهم. وشكروا جمعية أطفال الجنة التي ما فتئت تبذل قصارى جهدها لمصاحبة الآباء والأمهات من خلال الدورات التكوينية التي تنظمها.