اختار عدد من النشطاء الفايسبوكيون تخليد الذكرى ال50 لرحيل القائد المجاهد الراحل محمد بن عبد الكريم الخطابي، زعيم حركة التحرر الوطني ضد المستعمر الإسباني الفرنسي بجبال الريف، حيث أقدم العشرات من رواد موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك على استبدال صور بروفايلاتهم بصورة الزعيم الخطابي، واستحضار بعض من أقواله المأثورة، فيما اكتفى آخرون بالترحم عليه وتذكير الأصدقاء بموعد ذكرى وفاته التي توافق 06 فبراير من كل عام. وأبدى المحتفون بذكرى الخطابي، أسفهم على ما وصفوه ب"استمرار سياسة التعتيم" على سيرة أحد رجالات الغرب الإسلامي في القرن العشرين، إلى جانب موحا أوحمو الزياني، والأمير عبد القادر الجزائري، والمجاهد الليبي عمر المختار، مؤكدين في ذات السياق عزمهم على إطلاق حملات استباقية على الفايسبوك في السنوات القادمة، لتخليد ذكرى المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، منظر "حرب العصابات" باعتراف المعاهد العسكرية الأوروبية. وكان أهم ما كتبه النشطاء الفايسبوكيون على جدران صفحاتهم، مجموعة من خصال الراحل الخطابي، فقد استطاع لم شمل قبائل الريف وجبالة وتوحيد شوكتها ضد المستعمر، وكان العدل هاجِسَهُ، فقد أقام العدلَ فَخلَت السجون من المظلومين إلاَّ مِنْ أسرى الحرب، كما أقام الزكاة الشرعية فاستغنى الفقير، وجاهد في سبيل الله برفقة ثلة من الرجال، فألحقوا بالمحتل الإسباني هزيمة نكراء في معركة أنوال. كما استحضر الفايسبوكيون، الجانب الفكري لشخصية عبد الكريم الخطابي، حيث تبادلوا النقاش بشأن مشروعه الفكري ومرتكزاته، وعلاقته بتجربته الحركية الكفاحية في وجه المستعمر، معتبرين تكوينه المعرفي في الكتاتيب القرآنية والمعاهد الدينية رسم ملامح شخصية الخطابي المجاهد المثقف المتشبع بالإسلام منهجا وفكرا وحركة، فقد كانت بصمات التنشئة الإسلامية واضحة خلال مراحل تشكل وعيه السياسي، من خلال مقاصد وأهداف قيادته للحركة التحررية، المتمثلة في الدفاع عن الدين والوطن والالتزام بتنفيد الأحكام الشرعية كما توثق ذلك الوثائق التاريخية لسيرة الخطابي. وتمنى المحتفون بأمير المجاهدين كما يلقبه محبوه، أن تبوأ شخصية عبد الكريم الخطابي صفة البطل الوطني، وتُخلد ذكرى وفاته رسميا وشعبيا، اعترافا وامتنانا لخدماته الجليلة التي قدمها للوطن إبان خضوعه للاحتلال الإسباني الفرنسي، وإسهاما في إحياء ذاكرة المجاهد الفذ، واستنهاضا لروح العزيمة والبطولة في نفوس الشباب، واستنبات شروط النهضة في أرجاء الوطن.