وإن كان حسب آراء معظم الحاضرين في المهرجان، يستحق جائزة التمثيل لبطله العائد بعد غياب ميكي رورك. والمفاجأة تأتي أيضا من خروج الأفلام الثلاثة التي تربعت على قمة ترشيحات النقاد وهي فيلم الرسوم الياباني "فوق ربوة على شاطئ"، وفيلم المخرج الأثيوبي العائد هيلا جيريما بعنوان "تيزا" أو العودة للوطن، و"مراقبو الطيور" الأرجنتيني. ميكي رورك لاشك أنه شعر بنوع من الاحباط بعد استبعاده من جائزة التمثيل ومنحها للممثل الايطالي الكبير سيلفيو أورلاندو بطل فيلم "والد جيوفانا"، وهو عمل رقيق شاعري، منسوج ببراعة المخرج الايطالي بوبي أفاتي صاحب الأسلوب السينمائي الخاص الذي يتميز بالبساطة والحميمية، في اختياره للموضوع، وفي أجواء التصوير، والمواقع التي يصور فيها، وطريقته في دفع العلاقات بين الشخصيات وتجسيدها. أما الخيبة الأكبر فتمثلت في عدم حصول الممثلة الأمريكية آن هاثاواي على جائزة أحسن ممثلة عن دورها المؤثر في فيلم "راشيل ستتزوج" و ذهاب الجائزة إلى الفرنسية دومنيك بلان بطلة فيلم "المرأة الأخرى" وهو من الأفلام الفرنسية الأربعة المتواضعة التي شاركت في المسابقة. ورغم الأداء الجيد للممثلة الفرنسية إلا أن الفيلم نفسه اثار استهجان الكثيرين بسبب بطء ايقاعه، وما يتسم به من تكرار وحشو وانحراف ميلودرامي واضح وبعض المبالغات في الأداء أيضا، في محاولة لمحاكاة طريقة الممثلة الشهيرة ايزابيل أوبير. الأسد الفضي أما حصول الفيلم الروسي "جندي من ورق" على جائزة الأسد الفضي (لأحسن إخراج) فكان متوقعا على نحو ما، فالفيلم الذي أخرجه ألكسي جيرمان، يعد عودة قوية لسينما عريقة إلى الساحة العالمية.