نظمت الخلية المكلفة بشؤون المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجلس العلمي المحلي بطنجة تحت إشراف الدكتورة وداد العيدوني دورة إرشادية للمقبلات على الزواج وذلك يوم الخميس يوم الخميس 21 يونيو بعد صلاة العصر بقاعة المجلس العلمي . شارك في تأطير الدورة كل من وداد العيدوني عضو المجلس العلمي ، والأستاذ محمد الزردة قاضي بقسم قضاء الأسرة بطنجة ، والأستاذة حفيظة المجول واعظة بالمجلس العلمي. افتتحت الدورة بكلمة وداد العيدوني بتوعية المقبلات على الزواج ، وتذكيرهن بالقيم الأخلاقية الإسلامية والأحكام الشرعية المرتبطة ببناء الأسرة كنواة أولى لبناء المجتمع المتوازن السليم، رفع مستوى الوعي القانوني بمتعلقات مؤسسة الزواج والآثار المترتبة عنه، توفير قاعدة معلومات أساسية لدى المستفيدات فيما يتعلق بالصحة الإنجابية ، وما تستلزمه من عناية وتتبع طبي، ترسيخ أسلوب الحوار الإيجابي بين الزوجين . تم التأكيد على أن البدايات الصحيحة للزواج تمنحه القوة و الصلابة في مواجهة التحديات خلال الحياة الزوجية ،فكل علاقة إنسانية لها ضوابط ومعايير لنشأتها،فإن كانت هذه المعايير صحيحة وصائبة ، كان ذلك أدعى لاستمرارها وتماسك أطرافها ، فإذا كان الشخص الذي يريد أن يقود سيارة في حاجة إلى أيام طويلة يتدرب فيها على القوانين الخاصة بفن القيادة حتى يحصل على إجازة السياقة ، فكيف بمن أرادت أن تقود مسيرة حياة ؟ أليس الأولى أن تخضع لدورات التأهيل قبل غيرها؟ مؤكدة أن الخلاف وارد بين الزوجين ، وهذه سنة الحياة ،ولكن المهارة تكمن في كيفية التعامل مع هذا الخلاف ،وجعل الحياة الزوجية متكاملة رغم اختلافها ، فالحوار بين الزوجين يقضي على المشاكل في مهدها،ويعمق الانسجام بينهما، فمثلا قد تكون من بين المشاكل التي تطرح في السنوات الخمس الأولى من الزواج : اختلاف الطبائع ، ولتفادي ذلك على الزوجين العمل على إيجاد قنوات للحوار و المحادثة ،" ثم تناول الكلمة بعد ذلك القاضي محمد الزردة حيث ركز على مجموعة من المقتضيات القانونية و التطبيقية لمدونة الأسرة مثل : تعريف الخطبة وأحكامها ، وتعريف الزواج باعتباره ميثاق تراض وترابط بين رجل وامرأة على وجه الدوام غايته الإحصان و العفاف وإنشاء أسرة مستقرة تحت رعاية الزوجين " ،كما ركز على الأركان الأساسية لعقد الزواج و مفهوم الكفاءة في الزواج ،و الحقوق المتبادلة بين الزوجين المحددة في المادة 51 من مدونة الأسرة ،ومفهوم التعدد، والإشكاليات التي تطرحا المادة 49 المتعلقة بتقسيم الممتلكات بين الزوجين ، وركزت الأستاذة حفيظة المجول على أسس ومقاصد الزواج في الشريعة الإسلامية انطلاقا من قوله تعالى :" يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ". تميزت الدورة بالمستوى المتميز من التدخلات والأسئلة والإشكالات التي حرصت المستفيدات على طرحها ، مما خلق جوا من النقاش العلمي الدقيق في قضايا تشغل بال المعنيات . كما أكدت جملة مداخلات المشاركين في الدورة والمستفيدات على حد سواء ، على أهمية مثل هذه الدورات ، لحاجة الشابات المقبلات على الزواج إليها ، باعتبار أنها توفر دعما تربويا شرعيا ، وقانونيا ، ونفسيا لهن في أفق تحقيق توازن أسري في ظل تعاليم الإسلام السمحة . وقد عرفت الدورة إقبالا ملحوظا من الفئة المستهدفة ، إذ استفادت من الدورة مجموعة من المقبلات على الزواج . بالإضافة إلى عدد من الأمهات المعنيات بالموضوع .