عاشت مدينة طنجة يوم الفاتح من ماي 2012على وقع الاحتفالات بعيد العمال ، و شهدت اهم شوارعها و ساحاتها مسيرات و مهرجانات خطابية لمختلف المركزيات النقابية. و قد تعددت اللافتات وتنوعت الشعارات بتنوع وتعدد التنظيمات النقابية ، غير أنها دعت جميعها إلى تأمين العيش الكريم وضمان حقوق الشغيلة. و كان الاحتفال بفاتح ماي بطنجة لهذه السنة مختلفا من حيث المرحلة الدقيقة التي يمر منها المغرب، ومن حيث الشعارات المرفوعة، والحشود الكبيرة التي كانت صدحت أصواتها ضد الظلم والفساد والريع .و ما لفت الانتباه هو المسيرة الحاشدة لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب والتي عرفت مشاركة عدد كبير من الشغيلة في مختلف القطاعات ، بحضور وجوه وقيادات بارزة سواء من حركة التوحيد والإصلاح أوحزب العدالة والتنمية ، فضلا عن قيادات وطنية و جهوية و محلية للاتحاد الوطني للشغل . و قد ردد الجميع شعارات تصب كلها في محاربة الفساد والقطع مع الريع الاقتصادي وتمتيع الشغيلة بحقوقها . و تم التأكد في المهرجان الخطابي على أهمية الدستور الجديد الذي ينص على حقوق وواجبات الشغيلة المغربية في جميع القطاعات ، و على المقاربة التشاركية والحوار في حل الملفات المطلبية ، وأن نقابة الاتحاد الوطني هي حليف وشريك أساسي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الجديدة .و ما يجمع بين النقابة والحكومة هو مدى تلبيتها للملف المطلبي وضمان تطبيق القانون وتخليق الحياة العامة وعدم المس بالحق النقابي المشروع . كما تم التنبيه إلى أن أكثر من 80% من المقاولات لا تلتزم بما جاء في مدونة الشغل، خصوصا فيما يتعلق بالحق في التنظيم النقابي والنشاط النقابي ، إذ يتم طرد العمال بمجرد تأسيسهم لمكتب نقابي . كما تم التأكيد على ضرورة توفير الحماية الاجتماعية خصوصا من حوادث الشغل و التغطية الصحية وكل ما يتعلق بالتعويضات والتقاعد. واعتبر المتدخلون أنهم مع قانون الاضراب المزمع إخراجه خلال شهر يونيو ، لقطع الطريق أمام نقابات الظل التي لا تتوفر على أية تمثيلية وتدعو إلى إضرابات متتالية، مما ميع المشهد النقابي وأفرغ العمل النقابي من معناه . وطالبوا بضرورة الحرص على السلم الاجتماعي لكن دون التفريط في حقوق العمال مهما كلف ذلك من نضال.وأكدوا أن النقابة شريك أساسي للحزب، كما أنهما في خندق واحد لمحاربة الفساد بجميع أشكاله، والوقوف ضد ناهبي الاقتصاد الوطني ، والقطع مع اقتصاد الريع و محاربة المفسدين. ولم يفت المتدخلين التعبير عن مؤازرتهم للثورة السورية في سبيل الحرية والكرامة و رفع الظلم ، كما تم التعبير عن الدعم الكامل للشعب الفلسطيني وما يخوضه السجناء داخل سجون الاحتلال من إضرابات عن الطعام . وفي النهاية تم التأكيد على الاصلاح في ظل الاستقرار وعلى محاربة لوبيات الفساد ، وما محاولة المس بدفاتر التحملات في مجال الاعلام إلا الشجرة التي تختفي وراءها غابة المفسدين و المستفيدين .