تحت شعار : "مصرون على إسقاط الاستبداد و محاسبة المفسدين و القتلة"، ووفاء لدم الشهيد محمد بودروة، استجابت الجماهير الشعبية بمدينة طنجة للنداء الوطني لحركة 20 فبراير الداعي إلى جعل يوم الأحد 23 أكتوبر يوماً وطنياً للإحتجاج، حيث انطلقت مساء نفس اليوم مسيرة حاشدة من ساحة التغيير ببني مكادة. هذه الأخيرة التي كانت مسرحاً لإستعراض مختلف أنواع القوى الأمنية، كما جرت عادتها منذ ما بات يعرف بملحمة 06 مارس ثم أحداث 22 و29 ماي الماضيين. وقد فاق عدد المشاركين في المسيرة -حسب مصدر في الحركة- أكثر من 40 ألف مشارك و مشاركة، جابت أحياء بنديبان وكسباراطا، السواني، والشوارع الكبرى لوسط المدينة وصولا إلى ساحة فارو المعروفة بسور المعكازين لتقطع مسافة تقدر ب8 كيلومترات. وأكدت الجماهير من خلال شعارات متنوعة عن مجموعة من مطالبها السياسية والاجتماعية التي لازال المسؤولون يتغاضون عنها الطرف، كأنهم لا يتابعون الربيع العربي ولا يتعظون بعبره الشديدة. وكما أكد محتجو مدينة طنجة سابقاً على رفضهم للإستفتاء على الدستور الممنوح، رفعوا قسم مقاطعة الإنتخابات (التي يعتبرونها مهزلة) وفاءً لدماء شهداء الحراك المغربي الذي بلغ عددهم لحد الآن 9 أشخاص واستمراراً في المطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة. ورفعت شعارات التضامن مع الشهيد بودروة الذي قضى خلال هجوم رجال الأمن على معتصم للمعطلين حاملي الشواهد العليا في مدينة أسفي، وطالبوا بمتابعة المفسدين وناهبي المال العام، دون نسيان المطالب الإجتماعية المتمثلة في رفع الأجور وحل مشكل شركة أمانديس للماء و الكهرباء الذي أثقلت كاهل المستضعفين ومشكل غلاء أسعار المواد الغذائية الأساسية. كما لم يغب عن هذه المسيرة تهنئة الشعب الليبي بإنتصار ثورته المظفرة، وبنهاية عهد الإستبداد. وكذا إعلان التضامن مع كل الثورات العربية بدء بتونس التي بدأت في قطف ثمارها في اليوم ذاته من خلال إنتخاب المجلس التأسيسي. ورفرت على طول المسيرة أعلام سورية وليبيا وغيرها فضلاً عن العلم المغربي.
المسيرة ختمت حوالي الساعة التاسعة مساء بساحة فارو (سور المعكازين) وسط المدينة بحشد جماهير قوي بالترحم على أرواح الشهداء و على رأسهم الشهيد بودروة والشهيد العماري وباقي شهداء الحركة وكذا جميع شهداء الربيع العربي. تجدر الإشارة إلى أنه بعد انتهاء المسيرة حاولت السلطة في شخص مصالحها الإستخبارتية التعرض للسيارة التي كانت تحمل مكبرات الصوت أثناء المسيرة عند عودة صاحبها لمنزله، إذ تم تسخير شرطة المرور لتوقيفه، ليتحول الأمر إلى وقفة احتجاجية -تداعى لها شباب الحركة عبر الرسائل القصيرة- قرب السجن المدني المحلي سات فيلاج على الطريق العام المؤدي لمنطقة مسنانة غرب المدينة، لينفك الجمع على الساعة 23:00 ليلا بعد إكتفاء الأمن بتحرير مخالفة سير في حق السائق. ومعلوم أن مصالح الأمن في المدينة لاتزال تحتجز لحد الآن سيارة أخرى من نوع سوزكي، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، كانت تستعمل للغرض ذاته، وكان صاحبها قد قدم للمحاكمة.