يوم الأحد 5 يونيو 2011 على الساعة 18:30 مساء، واستجابة لنداء حركة 20 فبراير بطنجة والتنسيقية الداعمة لها بطنجة، انطلقت مسيرة حاشدة من ساحة التغيير ببني مكادة، حيث التقت الجماهير القادمة من مختلف أحياء المدينة مع المحتشدين بالساحة للتعبير مجدداً عن مطالبها الشعبية والسياسية. ورفعت صوراً للشهيد كمال عماري الذي قضى متأثراً بجراحه التي تسببت فيها قوات القمع المخزني يوم الأحد 29 مايفي مدينة أسفي. كما تم رفع شعارات تندد بالقمع الوحشي الذي مورس في حق أبناء وبنات المدينة أثناء أحداث الأحدين الأسودين 22 و 29 ماي الماضيين وتتضامن مع المعتقلين ال21 لمدينة طنجة الأبية. وكانت السلطات المحلية بطنجة قد اتصلت بأعضاء التنسيقية المحلية يوم السبت ليلا ودعتهم إلى إجتماع عاجل، لكنهم اشترطوا عليها قبل ذلك إطلاق سراح كافة معتقلي الحركة بطنجة فوراً، الأمر الذي تم رفضه. وقد عرفت المسيرة مشاركة واسعة لجماهير المدينة، وسط مشاركة متميزة للمحامين الذين انخرطوا بقوة في فعاليات حركة 20 فبراير، حيث بدا الأستاذ النقيب عبد السلام البقيوي نقيب المحامين بالمغرب، يتجول صحبة بعض مرافقيه في أطراف المسيرة. يشار إلى أن حركة المحامين كانت قد أخذت على عاتقها مهمة المؤازرة والدفاع عن معتقلي 20 فبراير بجميع محاكم البلاد بعد تزايد القمع المخزني في حقهم. ورفعت شعارات مثل : “دم الشهداء ما يروح هباء”، و”هذا المغرب وحنا ناسو والحكار يجمع راسو والحاكم يفهم راسو” ، و”الشعب يرد إسقاط الفساد ” و”ما تمرضش الطنجاوي السبيطرات بالرشاوي” وغيرها من الشعارات الهادفة التي اعتاد سكان طنجة رفعها طيلة أكثر من ثلاثة أشهر في السراء والضراء . وكانت المسيرة التي قدر عدد المشاركين فيها ما بين 30 و50 ألف شخص، قد انطلقت من ساحة التغيير عبر شارع مولاي علي الشريف في اتجاه شارع فلورونسيا عبر قنطرة بنديبان، لتتجه نحو ساحة مسجد طارق ابن زياد (المعروف بمسجد السعودي) حيث ختمت بقراءة الفاتحة والدعاء ترحما على روح الشهيد كمال عماري، وجميع شهداء حركة التغيير بالمغرب، والوطن العربي . ولتجدد الحركة عزمها على الاستمرار في الاحتجاج سيرا نحو تحقيق كافة مطالبها المشروعة : “حرية-كرامة-عدالة اجتماعية”.