حينما يذكر اسم شاطئ سيدي قنقوش سرعان ما يتبادر إلى الذهن ذاك الشاطئ الجميل الواقع على الضفة الأولى للبحر الأبيض المتوسط والوجهة المفضلة لكثير من الطنجاويين لقضاء سويعات من الاستجمام والاستحمام. لكن بمجرد تطأ قدمك هذا الشاطئ المتميز تقابلك الروائح الكريهة التي تزكم أنوف المصطافين، بسبب انتشار الأزبال والقاذورات بجانب عدد من الأكشاك التي تحجب الرؤية المباشرة لمياه الشاطئ الزرقاء، هذه الأكشاك التي لها اليد السوداء في تدهور حالة هذا الفضاء الذي كان بالأمس القريب نموذجا يقتدى به ضمن أرقى شواطئ مدينة طنجة، والتي تحولت بفعل فاعل إلى مستنقع ملوث يصبح الزائر لهذا المكان في عرضة للاختناق والإصابة بالأمراض الجلدية وأمراض أخرى يكون مصدرها الوجبات الغذائية التي تقدمها هذه الأكشاك في طبق مسموم فاقد لأبسط شروط الصحة، وهي في غالب الأحيان تكون منتهية الصلاحية وغير قابلة للاستهلاك لا البشري ولا حيى الحيواني، وهي بذلك ترسل علامة حمراء تنذر بحدوث م لا يحمد عقباه. والحالة هاته تأتي بسبب عد وجود أي تدخل من الجهات المعنية لوقف هذا الهجوم الذي زحف على رمال سيدي قنقوش بوسائلهم وآلياتهم التي اكتسحت المنطقة برمتها وحرمت المواطن من ممارسة حقه الطبيعي على اليابسة. وتفدي معطيات أخرى من المنطقة أن قناة تلفزيونية هولندية حضرت إلى المكان خلال الأيام القليلة الماضية وأخذت عينة من الصور التي لا تخدم سياحتنا وهي بعيدة كل البعد عن الشعار المعمول "لنجعل شواطئنا نظيفة". هذا الوضع ما هو إلا نتيجة واضحة للاستهتار بمصالح وصحة المواطنين من طرف مسؤولين لم يعوا بعد دورهم في تنمية جميع القطاعات بالتوازي، وهذا نداء استغاثة يقول "تحركوا".