لم تكد تمر سوى سنوات معدودة "على وفاة صاحب الخبز الحافي حتى عاود "زمن الأخطاء" الظهور ليدون هذه المرة مثالب المنافقين إخوة مسيلمة الكذاب الأشقاء، فعندما انتقل محمد شكري إلى دار البقاء تزاحم هؤلاء على أبواب المحطات الإذاعية والتلفزية راوين أساطير عن صداقتهم المزعومة بأديب طنجة، لكنهم ما لبثوا أن ولوا الأدبار وأداروا مؤخراتهم لغواية "الشحرور الأبيض" فأضحت سوؤاتهم مكتنزة وعارية،عندما نسوا أو تناسوا، روائي طنجة العالمي محمد شكري والتفتوا لقضاء مآربهم متنكرين لعهودهم ووعودهم الكاذبة. الوفاء لقيمة أديب في مكانة محمد شكري العالمية لا يمر عبر حفلات تكريمية بائسة بل بعمل يؤسس للاستمرار في الاحتفاء السنوي بأدب محمد شكري. وأنا أتتبع، ما يكتب وينظم حول كاتب طنجة، وقفت، بإعجاب، إلى وفاء منظمي مهرجان ثويزا بطنجة لهذا الروائي المتميز. فللسنة السادسة على التوالي تحافظ مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة على تقليد الاحتفاء بشكري من خلال فقرة ثابتة في برنامج التظاهرة الثقافية والفنية التي تحتضنها مدينة طنجة العالمية. وحافظ المهرجان، الوفي لمحمد شكري، على وفائه لأدب شكري، هذا الاسم الذي أفرزته طنجة، ذات يوم، لم تكن تعلم فيه أنه سيصير رمزا من رموزها التي وسعت شهرتها الآفاق. جثمان مالك ال" الخبز الحافي" يرقد الآن في مقبرة مرشان، وانصرف الذين ادعوا الصداقة بعد الموت عن زيارة قبره، فربما بقيت في وجوههم قطرة دم تمنعهم من الوقوف أمام شكري ولو ميتا، عكس ما صنعته الممثلة السينمائية الإيطالية مارسيا تيدشي ذات دورة من دورات المهرجان، عندما قصدت مقبرة مرشان ونفحت المتسولين ببابها بعض القروش إكراما لأديب طنجة. وما سيفعله يوم الجمعة 22يوليوز2011، بحدائق مندوبية الثقافة طنجة، قبيل صلاة الظهر، الكاتب والراوي العالمي محمد المرابط الذي سيسرد ذكرياته الصادقة عن الصديق المشاكس محمد شكري، عاشق طنجة وعاشق الخلود.