تحولت ندوة نظمتها جمعية المبادرة والتجديد حول سياسة التدبير المفوض بطنجة أمس الخميس 14-04-2011 إلى مشاداة كلامية وكيل الاتهامات ووصف البعض بالعملاء والعناصر المشبوهة، وكادت الأمور تتطور إلى الأسوأ لولا تدخل ذوي النيات الحسنة لتفرقة المتنابزين. الندوة التي احتضنتها قاعة المحاضرات التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة انطلقت بشكل عاد وطبيعي بحضور رئيس جمعية المبادرة والتجديد عبد الله أفتات ومحمد أمنصور رئيس الرابطة للدفاع عن حقوق المستهلكين وعبد اللطيف بروحو برلماني ومستشار جماعي وباحث في الشأن المحلي عن حزب العدالة والتنمية وسمير عبد المولى العمدة السابق لمدينة طنجة.فيما غاب ممثل عن شركة أمانديس . وتناول محمد أمنصور في مداخلته السياق التاريخي الذي انطلقت فيه سياسة التدبير المفوض، حيث أشار إلى أن البداية كانت بأوروبا سنة 1987 ، ثم بالمغرب سنة 1997، إلا أن التجربة فشلت في مهدها يضيف - رئيس الرابطة- بسبب عيوب واختلالات كثيرة تحولت مع مرور الأيام إلى اضطهاد واستغلال ونهب واستعمار من نوع جديد، وتملص ضريبي للرفع من الأرباح على حساب المواطن المغلوب على أمره والمثخن بمشاكل يومية كثيرة، كما اعتبر أن التدبير المفوض هو وجه من أوجه الخوصصة المقنعة بسبب العقود الإذعانية التي أبرمتها مع السلطات المفوضة. وفي ذات السياق أكد عبد اللطيف بروحو أن شركات التدبير المفوض هي شركات عالمية لها حماية على المستوى الأوروبي، فأمانديس وتكميد أقوى من السلطات المفوضة ومن المجلس الجماعي بحكم المكانة الاعتبارية التي يتمتعان بها، ولم يتمكن بروحو من إتمام كلمته إلا بعد تدخل رئيس الجمعية المنظمة للندوة لتهدئة الوضع وإعادة المياه إلى مجاريها، حيث رفع بعض الشباب الذين زعموا أنهم ينتمون لحركة 20 فبراير لافتات تنعت حزب المصباح بتاجر الإسلام، كما تمت مطالبة العمدة السابق سمير عبد المولى بحل مشاكل مستخدميه المعتصمين منذ مدة بساحة الأمم، قبل التفكير في حل مشاكل ساكنة طنجة مع شركات التدبير المفوض. وتأجج الوضع أكثر بدخول جمعية أطاك على الخط، حيث رفعت هذه الأخيرة شعارات تطالب باعتماد خطاب عملي أكثر جرأة واقتراح حلول واقعية لطرد أمانديس من طنجة إلى الأبد، وتدعو سمير إلى الرحيل فورا واعتبار زواج هذا الأخير من العدالة والتنمية هو نموذج للنفاق السياسي. وعلى إثر هذه الاحتجاجات، لم يتمكن العمدة السابق من إلقاء مداخلته حيث اثر السلامة الجسدية، وغادر القاعة بسرعة خاطفة، فيما ظل عبد اللطيف بروحو هادئا إلى أن خرج مع الجموع الحاضرة. ولم تعرف الندوة نهايتها الطبيعية بسبب احتجاج البعض على أحد المتدخلين، حيث تبودلت مختلف الكلمات النابية والألفاظ السوقية التي لم تراع الحاضرين من نساء وبنات مرافقين لآبائهم، فيما ظلت الهمسات بين البعض تشير بأن الأمر معد له مسبقا لنسف هذه الندوة من طرف الخصوم السياسيين. كما ندد السيد عبد أفتات في اتصال هاتفي أجرته معه شبكة طنجة الإخبارية بما قام به المحسوبون على جمعية أطاك حيث تعمدوا إفساد مسار الندوة التي حاول القائمون على تنظيمها من أجل إعطاء المزيد من المعطيات حول ملف التدبير المفوض وشركة أمانديس وحول أن جمعية أطاك هي الأخرى تدافع على المواطنين ومصالحهم والندوة أتت في نفس السياق وهو ما أثار الاستغراب حول الغرض من إفساد هذه الندوة وهي التي حاول منظموها أن يتبادلوا من خلالها وجهات النظر مع المشاركين بالنظر إلى حجم الحضور، وحول سؤاله عن الجهات التي تقف وراء هذا الإنزال كما سمي عبر عن اعتذاره لشباب حركة 20 فبراير التي ربما قد أساء إليها عن غير قصد مشيدا بالحضور النموذجي لعدد من ممثليها. و تبرأ قيادي من حركة 20 فبراير في اتصال هاتفي أجرته معه شبكة طنجة الإخبارية من هؤلاء المدسوسين الذين ادعوا انتماءهم لحركة 20 فبراير وذلك لخدمة من لهم مصلحة في التأثير على مسار الندوة، مضيفا أن الحركة لم ولن تدخل في إطار إفساد الأنشطة الثقافية بالمدينة مهما كانت توجهاتها. مقتطفات من الأحداث التي شهدتها الندوة بالفيديو بعد حين تصريح عبد الله أفتات رئيس جمعية المبادرة والتجديد أو هنا