الثورة المصرية وقبلها الثورة التونسية درس يجب أن يدخل إلى كتب التاريخ التي تدرس للتلاميذ في المدارس العربية , انتفاضة شعبية انطلقت شرارتها الأولى بين الشباب داخل غرف الدردشة والمواقع الاجتماعية الالكترونية , لتتحول إلى نار تأكل ديكتاتورا كان يحكم بعصا غليظة نحو 85 مليون من شعبه , بل إن استبداده فاق حدود مصر ليشمل الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية على اعتبار الحصار المفروض على غزة الذي ساهم به مبارك ونظامه بشكل كبير عبر إغلاقه لمعبر رفح الشريان الوحيد الذي كان يأمل منه الفلسطينيين أن يمدهم بأبسط مقومات البقاء والمقاومة , وكذا دعمه لحكومة رام الله التي لم تجلب للفلسطينيين غير مزيد من الذل والاستيطان , غير انه لم يكتفي بذلك بل وصل به الحد إلى التضييق على حركات المقاومة ودعم الحركات التي تتبنى أسلوب كامب ديفيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي . مبارك الذي حول مصر إلى مزرعة ومرتع لزوجته سوزان وأبنائه علاء وجمال ومجموعة من رجال الأعمال المقربين الذين كانوا يحتمون تحت عباءة نظامه ,لم تحركه مطالب شعبه الاصطلاحية والتي تدعو برفع حالة الطوارئ ومنع التوريث ومحاربة الفساد وتوسيع هامش الحريات .........إلى غير دلك من الإصلاحات , والتي واجهها مبارك بغطرسته وعناده بتشبثه بالحكم ورفض الإصلاحات وتزوير الانتخابات والتضييق على الحريات .فكانت الثورة التي قادها شباب في مقتبل العمر لم يكونوا مدعومين بأحزاب أو بقوى سياسية. وإنما حركتهم الحاجة إلى الانعتاق والحرية. الانتفاضة التي أشعلت شرارتها الأولى يوم 25ينايروالتي بدأت باعتصامات في ميدان التحرير واجهتها قوى الأمن المركزي بالعنف والرصاص الحي خلفت هذه المواجهات مايقارب300 شهيد والآلاف من الجرحى كعادة مثيلاتها في منطقتنا العربية التي من المفروض أنها في خدمة الشعب وليس النظام عقبتها مواجهات دامية بين الثوار وبين مجموعات من البلطجية الموالين والمدعومين من رجالات نظام الرئيس المخلوع , كان الهدف من إنزالهم الشارع ترويع المتظاهرين وإحداث الفرقة بينهم . هذه الثورة التي دامت 18 يوما علمت العالم درس جديد في النضال والكفاح ضد الطغاة, ثمانية عشر يوما وقبلها 23 يوم في ثورة تونس كانت كافية لتعلم الشعوب العربية الشيء الكثير.هذه الشعوب التي لم يكن يرجى منها الكثير من قبل على اعتبار سيادة مقولة أن الشعوب العربية لا تفتح فمها إلى عند طبيب الأسنان . الشعبين المصري والتونسي كذبوا هذه المقولة بمقولة أخرى تجلت في عبارة (الشعب يريد إسقاط النظام ).هده الكلمة التي كانت إلى أمد قريب قولها يعد ضربا من الخيال, الآن أصبحت من الواقع .بل أنها زلزلت بعض الكراسي في منطقتنا العربية وأصابت أصحابها بالأرق ,و الذين بادروا بما يشبه إصلاحات كان من أمثلتها والتي أثارتني بشدة, القرار التي أخذته الحكومة ألكويتيه بتخصيص منح مالية عاجلة للمواطنين الكويتيين ....؟؟؟؟؟ لا تستغربوا نعم إلى هذا الحد أثرت عبارة (الشعب يريد إسقاط النظام) على الحكام العرب. وختاما المجد والخلود لجميع الشهداء في مصر وتونس الذين أسقت دمائهم شعوبهم الحرية والكرامة والعزة، وأذاقت الطغاة الذل والهوان.