اشتعلت النيران في جسد البوعزيزي ، فأججت آستياء الملايين عبر العالم؛ فلا تكاد تُخمد نيرانها في منطقة إلا و تشتعل في أخرى. فبتنا نعيش على صفيح من ثورات أشعلت نيران الغضب في قلوب الملايين .و ساعدت على الإطاحة بنظامين من أقوى الأنظمة العربية. ما أعطى دفعة قوية للجيل الجديد ،و أقام قواعد مغايرة لمعنى الثورة غير المؤطرة؛ إلا بمشاعر الإحساس بالوطنية و الرغبة في الوصول إلى الأفضل. حتى و إن كانت الخسائر من دم أبناءها. ثورات أكدت أن الآستحالة ليست إلاَّ في قواميس المتخاذلين و أن المطالب مادامت ممكنة في إطار مشروع لابد و أن نطالب بها على أن نكون على قدر مطالبنا وعيا . على أن ما يحدث في المغرب لا يمكن قراءته بمعزل عما يحدث في العالم؛ من مطالبات بتغييرات جوهرية في الواقع السياسي ؛الإقتصادي والإجتماعي للمغاربة. فلا أحد يزايد على حب الشعب المغربي لملكه الشاب الذي أعطى منذ عشر سنوات دفعة قوية لبناء هذا البلد على جميع الأصعدة. إلاَّ أن المُطالبة بإصلاح سياسي يسمح بمراقبة المسئولين مساءلتهم ومحاسبتهم لِبَتر يد الفساد التي طالت العديد من المؤسسات أصبح مطلبا ضروريا في ظل الرهانات الحالية. إن شباب هذا الوطن وهو في عمر العطاء؛ يدرك تماما و بعيدا عن كثير من المغالطات. أهمية المرحلة و جدية مطالبه المتمثلة في الدعوة للتغيير و رفض التهميش و الإقصاء، إضافة إلى محاربة الزبونية والرشوة فكلنا على مستوى واحد في الإستفادة من الخدمات بدون ممطالات.زيادة الى توفير مجانية التعليم الذي هو أساس بناء الأمم فبالتعليم نحارب الجهل و نفتح بابا للأمل و العطاء ،مع تطبيق العدل و توفيره كي لا تتوفر في المجتمع الواحد طبقات ساخطة تحترق ظلما لتحرق من حولها ... تغييرات في الأعماق من أجل الحرية ،الكرامة و الديمقراطية اذن فهو شباب يعتز بوطنه و يكن له حبا ملئ الدنيا ،يريد له التغيير للأفضل، و يبحث عن الريادة في وجهها المشرق. هي حركة احتجاجية شبابية لها وضوح على مستوى المطالب اختصارها " أيها الملك نحن نحبك و هذه مطالبنا"، شباب يبحث عن حوار مثمر في تظاهرات سلمية كرسالة الى المسؤولين مفادها الشعب و خدمته أولا و ليرحل الطغيان و الإستبداد ولا مجال للنُّخب السياسية في الخطئ بعد الآن. على أن الخروج الى الشارع يجب أن يكون بوعي مسبق من الجميع بأن من يطالب بحق هو له لا يجب أن يعتدي على حقوق غيره مهما كانت أسبابه . فالمغرب بلدنا و بنيته التحتية هي لنا و ليست لغيرنا فلا يجب المساس بها مهما كانت دوافعنا. من هنا لايجب البثة ترويع الآمنين و لا إاتلاف ممتلكات الآخرين و لا تحطيم المؤسسات ،فما بني في سنوات قد يُتلف في لحظات. فالسلمية ضرورية مادامت المطالب مشروعة و إمكانية تحقيقها واجبة. www.nadiaelazami.com [email protected]