كشفت مصادر مطلعة من مدينة سبتة ومليلية المحتلتين انطلاق دعوات للاحتجاج، في سياق الحركات الاحتجاجية التي تشهدها عدة دول عربية. وكثف رواد «فيسبوك»، في الآونة الأخيرة، حملاتهم لتعبئة سكان المدينتين للمشاركة في الحركات الاحتجاجية، خاصة بساحة إسبانيا بمليلية المحتلة، في ما وصفت مدينة سبتةالمحتلة ب»الهادئة»، وأن الدعوة إلى الاحتجاج بها مازالت في مرحلتها «الجنينية». ولم تستبعد المصادر نفسها امتداد موجة الاحتجاجات إلى المدينتين المحتلتين، خصوصا بمليلية التي سبق أن دعي بها إلى «جمعة للغضب»، في تنسيق بين الداعين إلى الموعد والسكان، بعد اتخاذ كل «الترتيبات وصياغة المطالب الراغبة في إحقاق المساواة بين المسلمين وباقي السكان». ويتزعم الحركات الاحتجاجية مغاربة من سكان المدينتين، ومنهم مصطفى أبرشان، رئيس حزب الائتلاف من أجل مليلية الذي يعارض الحكومة المحلية الحالية بمليلية التي يقودها الحزب الشعبي الإسباني، في حين لم يعلن «سبتاويون» عن اسم «زعيمهم». وتلقى دعوات الاحتجاج تعاطفا من طرف المغاربة بالمدينتين، نتيجة الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها، خاصة تفشي البطالة وإقصائهم من برامج التشغيل، والتهميش الذي مارسته السلطات الاسبانية على كل المتحدرين من أصول المغربية، خاصة الشباب، إذ تشير بعض الإحصائيات إلى أن ما يفوق 90 في المائة منهم عاطلون عن العمل. وحمل المحتجون الحكومتين المحليتين بسبتة ومليلية ضعف التأطير الثقافي لهويتهم المغربية، وتعمد إقصائهم عبر برامج تعليمية أقل جودة من مستوى إسبانيا، إذ يظل المغاربة الفئة الأقل حظا لاستكمال دراستها، وتجد نفسها بعد إنهاء مسارها الدراسي في وضعية مأزومة . واستند أحد الداعين إلى الاحتجاج بتقرير للمعهد الوطني الإسباني، ويقول إن أزيد من 35 في المائة من سكان المدينتين يعيشون تحت عتبة الفقر، إضافة إلى معاملة القوات الأمنية الإسبانية العنيفة جدا للمغاربة تمثلت أساسا في قمع المظاهرات التي سبق أن عاشتها مليلية وقادها الشباب احتجاجا على التهميش الذي يعانونه، إضافة إلى الزبونية في منح مناصب الشغل، وقامت سلطات الاحتلال الإسباني، آنذاك، بقمع هذه الاحتجاجات، بل إن السلطة المركزية بمدريد عمدت إلى إيفاد تعزيزات أمنية إضافية إلى المدينة من أجل إخماد حركة الاحتجاج. ولم يفت المصادر ذاتها التأكيد أن الوضع متوتر بالمدينتين المحتلتين، وقابل للانفجار في أي لحظة، بسبب المعاناة المتزايدة لسكانها من أصل مغربي الذين يشكلون 40 في المائة من مجموع السكان.