يبدو أن فصول استهداف الصحافة الإسبانية لقضايا المغرب الأساسية لا تزيد إلا حدة و إصرارا على تسميم العلاقات بين البلدين الجارين . فبعد الحملة المغرضة التي واكبت ما بات يعرف ب"أحداث العيون "، و المستمرة حتى كتابة هذه السطور ، جاء الدور مجددا على الشأن الديني بسبتةالمحتلة . ففي افتتاحية " الفارو ديسبتة" ليوم البارحة و المعنونة : " المراهنة على الأئمة " علقت الجريدة على خبر اختتام الدورة التكوينية التي أقيمت بالجامعة الوطنية للدراسة عن بعد، و التي استهدفت تعليم اللغة الإسبانية لأئمة مساجد سبتة ، باعتبارها محاولة جيدة لتمكين هؤلاء من التواصل مع أتباعهم باللغة الإسبانية ، من دون الحاجة " لصيغ أخرى قد تؤدي لتبني قوالب نمطية متجاوزة " ( و المقصود هنا المذهب المالكي الذي يتبعه مسلمو المدينة ).. وتمضي الجريدة قائلة أن " أسبنة " الأئمة باعتبارهم مسؤولين دينيين عن مساجد سبتة هي خطوة في طريق قطع الروابط الموجودة بين المغرب و مغاربة سبتة ، أمام تدخله المستمر في تسيير الشأن الديني بالمدينة السليبة . و تؤكد الجريدة في الختام على أن مبادرات من هذا النوع وجب رعايتها من طرف السلطات الإسبانية حفاظا على " الإستقرار الروحي لمسلمي سبتة " . في نفس السياق ، تمكنا من الإضطلاع على مقرر الدورة التكوينية المذكورة ، والذي تبدو في صفحته الثانية خريطة المغرب مبتور منها الصحراء المغربية ، مما يدل على خلفية الحقد و الكراهية التي تحرك سلطات الإحتلال الإسباني بسبتة تجاه كل ما يمت بصلة للمغرب ، ابتداء بالمذهب المالكي و انتهاء بقضية الصحراء المغربية و الوحدة الترابية للمملكة . جدير بالذكر أن العمل الدؤوب الذي قامت به مندوبية الأوقاف و الشؤون الإسلامية بعمالة المضيق _الفنيدق ، و الذي يشمل الإعتناء بالأئمة و خطباء منابر و الوعاض و القيمين على المساجد ،و إحياء المناسبات و الأعياد الإسلامية ،و التواصل الفعال الذي شمل جل ممثلي الهيئات والجمعيات الفاعلة ، لاقى ترحيبا كبيرا من طرف كافة مغاربة المدينة ، ولعل ذلك هو سبب ضيق وتشنج سلطات احتلال سبتة و خرجاتها الإعلامية الهجومية ..