أعلنت مصالح الاستخبارات الإسبانية المعروفة اختصارا باسم "سني" CNI)) أن حصيلة أحداث العيون أسفرت عن مصرع شخصين فقط واعتقال ما بين 400 و800 شخص آخرين، في دحض صريح لرواية انفصاليي البوليساريو التي روجت لأرقام مهولة حول حصيلة هذه الأحداث تحت تغطية إعلامية مكثفة ومغرضة لوسائل الإعلام الإسبانية. فقد كشفت صحيفة إلموندو صباح اليوم استنادا إلى مصادر استخباراتية إسبانية أنه لم يتأكد لديها سوى وفاة شخصين في صفوف المحتجين الذين قاموا بأعمال الشغب في العيون، مقابل 39 شخصا الذين روجت لهم الدعاية الانفصالية وخلفها وسائل الإعلام الإسبانية. هذا وقد قام المغرب طيلة الأيام الثلاثة الماضية ب"هجوم مضاد" على المستويين السياسي والإعلامي، عن طريق التصريحات الصحفية لوزير الاتصال خالد الناصري، وكذا وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري في ندوة مشتركة مع الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية المغربي. وهو ما جعل من المستحيل على وسائل الإعلام الإسبانية الإبقاء على "الحصار الإعلامي" الذي كانت تفرضه على الرواية المغربية لأحداث العيون، مقابل إطلاق العنان لرواية الانفصاليين، رغم أنها كانت تحاكي في بعض الأحيان أفلام الخيال العلمي، ومسانديهم من المنظمات الإسبانية التي تسمي نفسها التسمية المضللة ل "المساندة للصحراويين". وكما يقال، شهد شاهد من أهلها، فإن كانت الحملة على المغرب دون تقديم أي دليل سوى بيانات من تندوف أو تصريحات "ناشطين" من غرف مظلمة، أو صور ملفقة من جرائم شنيعة ضد أطفال غزة أو بين أفراد أسرة بيضاوية مكلومة. فليكذبوا إذن مصالح الاستخبارات الإسبانية إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.