يملك الجمهور التطواني حساً كروياً قل نظيره في المغرب، ومن المؤكد أن هذا الحس الكروي تشبّع به الجمهور التطواني بسبب قربه من الجارة إسبانيا ومتابعته اليومية لأخبار الليغا، حيث غالبا ما تجد في المقاهي المنتشرة هنا وهناك فضاءات تضم صورا للفريقين العريقين ريال مدريد وبرشلونة، وهناك جمعيات يطلق عليها جمهور تطوان "لابينيا" تؤرخ لتاريخ الفريقين العريقين، وهذه الجمعيات لا تقتصر فقط على الحمامة البيضاء بل إنها منتشرة حتى في المدن القريبة من تطوان لتمتد جذورها إلى أبعد نقطة في منطقة الشمال، وبين حب هذا الفريق أو ذاك، يحمل التطوانيون مشاعر خاصة لفريقهم المغرب التطواني، الذي استمد إسمه من إسم الفريق المدريدي الآخر "أتليتيكو مدريد" الذي لا يقل حبه في قلوب التطوانيين عن حب الفريقين الآخرين، في المدينة العتيقة كما في الأحياء الجديدة، وكما في مدينة مارتين أو الرينكون وحتى في كاستييخون لا أحد ينازع فريق المغرب التطواني هذا الحب السرمدي، حتى وإن كان نصف الجمهور مع الريال والنصف الآخر مع البارصا، فإن المغرب أتليتيك تطوان يبقى الفريق الأم، الذي نجح في لم شتات جمهور المدينة الساحرة، وفي نهاية الأسبوع يلتقي الجميع في ملعب سانية الرمل، الذي خلفه الإسبانيون قبل عقود من الزمن. يقول الحاج خليفة، وهو ما قيدومي جمهور مدينة تطوان.."إن الأوضاع تغيّرت عما كانت عليه من قبل..الآن هناك فريق بمواصفات احترافية، وذلك النجاح كله راجع لعائلة الحاج عبد المالك أبرون، الذي وضع كل إمكانياته في سبيل نهضة الفريق التطواني، ورغم أن نوعية الجمهور تغيرت، إلا أن المهم هو استمرار الفريق في جذب جماهير المدينة"، نفس الرأي يتقاسمه معه زميله المتقاعد من التعليم "ابا حسون" كما يناديه رواد إحدى مقاهي المدينة العتيقة، الذي أكد بدوره أن المغرب التطواني هو ذاكرة المدينة وتاريخها العريق، وليس هناك أحد يمكن أن ينازع في ذلك، ولا يتورّع "ابا حسون" في السخرية ممن حاولوا طمس الحقيقة من خلال إحداث فريق مستنسخ، ليؤكد أن الأصل لا يموت، وأن البقاء للأصلح..يقول "ابا حسون" : "قبل سنة من الآن سمعت بإحداث فريق أطلقوا عليه إفس تطوان، أعرف بعضا ممن أسسوا هذا الفريق، وقد عملوا إلى جانب الحاج أبرون، صراحة كنا نتمنى أن تظل كل الفعاليات مجتمعة لخدمة الفريق الأول للمدينة، لكن هناك دائما أبناء عاقون يسبحون ضد التيار..في الموسم الماضي إنشق ثلة من المسيرين الذين عملوا إلى جانب الحاج أبرون، كانوا يرغبون في الاستحواذ على الفريق كما يقول أحد المنخرطين الذي فضل عدم ذكر إسمه، لقد سعوا بكل قوتهم للإطاحة بالرئيس الشرعي، وحينما باءت محاولاتهم بالفشل خططوا لتقسيم المدينة، لكن مرة أخرى أصيبوا بخيبة أمل، لأن جمهور سانية الرمل لا يعترف سوى بفريق واحد، ويعرفون أن أبرون ضحى لكي تتحول المدينة إلى قبيلة كروية" وفي السياق يقول الطالب عماد بنخلدون "إن المغرب التطواني ملك لجميع أبناء المدينة، والمفروض أن يتقاسم الكل هم الدفاع عن الفريق ودعمه، وليس البحث وسيلة لتفريقه وتشتيت جمهوره".."في مدينة تطوان هناك عدة أشياء يتقاسمها جمهور المدينة، عشق الليغا وحب المغرب التطواني لا أحد ينازع معك، فقد يختلف معك إبن مدينة تطوان في كل شيء، إلا في حب الفريق الذي أعاد أفراح المدينة، يقول محسن..مضيفا "نعلم حجم المعاناة التي يتكبدها الحاج عبد المالك أبرون وباقي أعضاء المكتب المسير، ونعرف أيضا أن هناك أناسا يكرهون النجاح، أو على الأقل لا يريدون أن ينجح أبرون في الفريق، وهؤلاء الأشخاص أعتبرهم بعيدين عن كرة القدم، ولا يهتمون للفريق، بقدر ما يبحثون عن مصالحهم، إنهم فئة من الانتهازيين الذين وجدوا الفرصة سانحة لتعكير أجواء المدينة". وبالنسبة لكثيرين فإن فريق إفس تطوان ليس إلا نسخة مشوهة من الفريق الأول، صحيح أن من أسسوه كانت طموحاتهم كبيرة لكن في غياب أرضية حقيقية، وفي غياب إرادة حقيقية، وكذلك دون وجود مشروع للإرتقاء يصعب الذهاب بعيدا، ويرى عدد من أبناء مدينة تطوان أن إفس تطوان عمل فقط على التشويش على المدينة، وشغل الناس من دون فائدة، إنه مثل فقاعة الصابون التي ترتفع وترتفع لكن سرعان ما تنفجر في الهواء، وهذا بالطبع ما يحدث الآن..