نهاية المعجزات حتى المعجزة لن تستطيع حاليا أن تمنع فريق البارصا من الفوز بلقب الليغا، الذي وضعه الفريق في جيبه، ولم يبق له سوى المباراة الشكلية التي تجمعه بفريق بلد الوليد، لتعم بعدها الاحتفالات في أرجاء هذه المدينة التي لولا هذا اللقب لماتت بالسكتة القلبية. فريق البارصا أنهى موسمه بأخف الأضرار، حيث بإمكانه أن يدفن حزنه الكبير بضياع قلب عصبة الأبطال في احتفالات الفوز بلقب الليغا. فهذا الفريق كان حلمه الكبير والأوحد هو الوصول إلى المباراة النهائية لعصبة الأبطال في قلب العاصمة مدريد، وبالضبط في قلب ملعب ريال مدريد، وهدفه من ذلك ليس كرويا مائة في المائة، بل سياسيا بنسبة 99 في المائة، حيث أن انتزاعه اللقب هناك وإقامة الاحتفالات في قلب العاصمة سيكون ضربة سياسية قوية يوجهها الكاتلانيون الانفصاليون للإسبان الوحدويين. لكن هذا الحلم تبدد فجأة بعد أن تكفل المدرب البرتغالي جوزي مورينهو بصب الماء عليه. وفي كل الأحوال فإن فريق برشلونة له ما يفخر به هذا المسوم أمام غريمه ريال مدريد، الذي خرج خاوي الوفاض من موسم مشتعل صرف فيه الفريق الأبيض قرابة 300 مليون أورو لجلب لاعبين من عيار ثقيل، فتبين أنهم لا ستطيعون ضمان ولو لقب واحد في العام. اليوم، وبعد أن ارتدت الليغا ألوان الأزرق والأحمر، في انتظار المباراة الشكلية للبارصا أمام فريق بلد الوليد، سيبدأ الغريمان التقليديان منذ الآن صراعهما من أجل الموسم المقبل، والمعركة بدأت مبكرا، حيث يرتقب أن يقدم البارصا لاعبه الجديد دافيد فيلا، لاعب بلنسية، إلى الأنصار بعد بضعة أيام، كما يرتقب أن يقوم ريال مدريد بتقديم لاعب أو أكثر ينسون أنصار الفريق جراح الخروج من الليغا بخفي حنين. انتهت إذن حرب النقاط، وبدأت معركة سوق اللاعبين. وداعا بيليغريني.. مرحبا مورينهو رغم أن الحظ وحده حرم ريال مدريد من اللقب، حيث بقي خف البارصا بنقطة واحدة، في حال انتهت مباراته اليوم السبت أمام مالقة بالانتصار، إلا أن منطق الكرة لا يعرف شيئا اسمه الحظ، وبذلك قرر مسؤولو الفريق الأبيض أن يضعوا رأس المدرب الشيلي مانويل بيليغريني على المقصلة، ليس لأنه مدرب سيء، بل لأنه مدرب بلا حظ. مسؤولو ريال مدريد قرروا وحسموا مائة في المائة في أمر المدرب المقبل. وكما قلنا في هذه «المناقرات» قبل بضعة أسابيع، فإنه إذا استطاع المدرب البرتغالي جوزي مورينهو إزاحة البارصا من منافسات عصبة الأبطال وحرمانها من اللعب في قلب العاصمة، فإنه سيكون المدرب الأبيض للموسم المقبل، حيث ثبت اليوم بما لا يدع مجالا للشك أن مورينهو قادم إلى إسبانيا الموسم المقبل، ولا شيء سيمنعه من ذلك أبدا. مورينهو أسدى خدمة جليلة للمدريديين حين وقف مثل شوكة حديدية في حلق البارصا، وهو بذلك يستحق المكافأة، ومكافأته هي أن يتحقق حلمه ويصبح مدربا لفريق كبير في إسبانيا، وهو حلم كان مورينهو يحلم به منذ سنوات طويلة، وها هي الأيام دارت وتوالت، وتحقق حلمه الكبير. فريق أنتر ميلانو، الذي سيلعب السبت المقبل مباراة العمر في نهاية عصبة الأبطال، بدأ منذ الآن البحث عن خليفة لمورينهو، وأنظاره الآن متجهة صوب المدرب الإسباني رفاييل بينيتيث، مدرب فريق ليفربول حاليا. أما بيليغريني الذي سيغادر مدريد، فربما يحط الرحال في فريق بلنسية الإسباني، وهو الفريق الذي كان يدربه من قبل بينيتيث قبل أن يتوجه نحو ليفربول. هكذا يبدو أن معركة انتقالات المدربين بدأت بدورها في وقت متزامن مع بداية حرب انتقالات اللاعبين، وها هي طواحين المال تحركت لتغرق الجميع بخيرها، باستثناء أولئك الأنصار البؤساء الذين يمضون وقتهم في المقاهي جالسين يتنابزون ويتشاتمون. بنزيمة: الفقيه والبلْغة المغاربة يرددون حكمة بليغة تقول «الفقيه اللّي كنا نتْرجّاو باراكتو.. دخل للجامع ببللغْتو».. ورغم أنه لا مجال للمقارنة هنا، إلا أنه من الممكن أن نطبق هذه الحكمة على اللاعب الفرنسي، ذي الأصل الجزائري، كريم بنزيمة، الذي كان فريق ريال مدريد ينتظر بركته، فدخل للجامع ببلغته. بنزيمة جاء إلى ريال مدريد وسط هالة إعلامية كبيرة، ورأى كثيرون أنه سيكون منافسا قويا لنجوم كبار مثل كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا، خصوصا وأن عربا كثيرين كانوا يرون فيه خير ممثل لهم في واحد من أشهر الفرق الكروية في العالم. والحقيقة أن بنزيمة لم يتأخر في خطف الأضواء من النجوم الآخرين، لكن ليس بالكرة، بل بحماقاته المتكررة التي بدأها منذ جاء إلى إسبانيا، وهو لا يعتزم التوقف عنها في وقت قريب. أول ما فعله بنزيمة هو أنه ظهر بمستوى هزيل، وأحبط كل المعجبين به. ولأن المستوى الهزيل لا يكفي لكي يخطف الإنسان الأضواء، فإنه ارتكب في ظرف قصير حادثتي سير خطيرتين، الأولى كانت عقب مباراة فريقه بفريق برشلونة في بداية الموسم، عندما اصطدم بسيارته الجديدة بشجرة وخرج سالما، والحادثة الثانية عندما سافر في رأس السنة إلى جزيرة مدغشقر عند أحد رفاق السوء ممن لهم سوابق في السجن واستعمال السلاح الناري، وهناك ارتكب حادثة أخطر بعد أن كان شاربا حتى الثمالة، ولولا بعض الحظ لكان اليوم يسير فوق كرسي متحرك. المزية الثالثة التي ارتكبها بنزيمة هي علاقته مع مواطنته الجزائرية زاهية، التي رافقته وهي قاصر، وهو ما يعني أن بنزيمة مهدد بالسجن، أو بغرامة ثقيلة على الأقل. أما المزية الرابعة فهي أنه لن يكون حاضرا في منتخب فرنسا بمونديال جنوب إفريقيا الذي سيبدأ الشهر المقبل بعد أن استبعده المدرب دومينيك. وبعد كل هذا وذاك فإن السي كريم لا يبدو نادما على شيء، بما فيه عدم تحقيقه أي لقب مع فريقه الذي دفع فيه قرابة 30 مليون أورو، والدليل على ذلك أنه صرح مؤخرا لصحيفة إسبانية أن موسمه السيء مع ريال مدريد لا يشكل له إحباطا على الإطلاق. إيوا سير آوْلدي بنزيمة الله يعطينا وجهك والسلام.