نودع 2009 التي عرفت صعود برشلونة الإسباني للعالمية، حيث أدهش العالم بأسره بنيله لستة ألقاب توجته أفضل ناد في أوروبا والعالم، ومن رحمه خرج المارد ميسي الذي اكتسح كل شيء بفوزه بالكرة الذهبية ولقب أفضل لاعب في العالم· إلى جانب البارصا في 2009 توج السويسريون الشباب بلقب كأس العالم بنيجريا، وتسيد مازيمبي القارة الإفريقية، وأبهر بيريز الكل بتعاقدات الريال الفلكية· كأس الملك·· شهد البداية تمكن برشلونة من حصد لقب كأس ملك إسبانيا للمرة 25 في تاريخ النادي الذي تأسس سنة 1899 بعد تفوقه على أتلتيك بيلباو بأربعة أهداف لواحد في اللقاء الذي جمع الطرفين بمدينة فالنسيا، حيث تابعه نحو 25 ألف مناصر للفريق الباسكي و20 ألف عاشق لألوان النادي الكاطالاني· وانتعشت خلال هذا النزال في البداية الجماهير الباكسية وبالضبط في الدقيقة التاسعة عندما سجل اللاعب طوكيرو هدف السبق قبل أن يعدل الإيفواري توري في د30، وفي شوط المباراة الثاني سجلت البارصا ثلاثة أهداف حاسمة عن طريق ميسي وبويان· الليغا تدخل الخزائن لم تفرط البارصا في لقب الليغا وحسمت في أمر اللقب التاسع عشر بعد خسارة الريال أمام فياريال بثلاثة أهداف لهدفين في الجولة 36 من البطولة الإسبانية· وكانت هزيمة الريال خلفت أجواء صاخبة في ساحات برشلونة، واحتفل الفريق في أعقاب اللقاء الذي انهزم فيه أمام أوساسونا بملعب نو كامب أمام جمهور غفير تجاوز عتبة 90 ألف ورفع العميد بويول كأس البطولة وكذلك كأس الملك، واحتفلوا في كافة أرجاء الملعب، وتحدث أبرز نجوم الفريق وكذلك المدرب غوارديولا للجماهير الكطلانية التي تفاعلت مع الحدث· واكتسى ملعب النيوكامب حلة بهية بالألعاب النارية التي شدت انتباه الآلاف من الجمهور الحاضر الذي كان يراوده حلم تحقيق لقب عصبة الأبطال التي سيضمها الفريق كثالث لقب يدخل الخزائن· تأكيد الذات بالتشامبيون سليغ لم يعد حلما، بل أصبح واقعا، هكذا عنونت صحيفة إلموندو ديبورتيفو صفحتها الرئيسية بعد تحقيق البارصا لثلاثية تاريخية بعدما أضافت لقب عصبة الأبطال الأوروبية بفوزها على مانشستر يونايتد في لقاء النهائي بهدفين نظيفين سجلهما إيطو الكامروني وزميله الأرجنتيني ميسي، ليتتوج الكطلان بثالث لقب لهم في سنة 2009 بعد لقبي 1992 و2006، لتفتح مجددا صفحة الإحتفالات، حيث خرج الآلاف من المشجعين للإحتفال بالثلاثية، خاصة وأن برشلونة هو الفريق الإسباني الأول الذي حقق هذا الإنجاز الذي أشادت به مختلف وسائل الإعلام الإسبانية بما فيها صحيفتي "ماركا وأس" المواليتين لريال مدريد الغريم التقليدي للبارصا اللتان أكدتا أن أشبال غوارديولا حققوا المعادلة الصعبة ونجحوا في فك رموزها من خلال الأداء الراقي ولمتميز الذي يصنعه نجوم الفريق· السوبر الإسباني والأوروبي توجت البارصا برابع لقب لها وهو كأس السوبر الإسباني على حساب أتلتيك بيلباو الذي تفوقت عليه إيابا بثلاثية نظيفة وذهابا بهدفين لواحد، وقد آزرت الجماهير الكطلانية فريقها خاصة وأنها كانت متعطشة لرؤية النجم السويدي إبراهيموفيتش وهو يمنح أولى الأهداف لفريقه· فيما جاء إحراز البارصا للسوبر الأوروبي بعد التفوق على شاختار الأوكراني بطل كأس الإتحاد الأوروبي بهدف لصفر سجله المهاجم الشاب بيدرو على ملعب لويس الثاني بإمارة موناكو في الدقيقة 116 في نزال قاوم فيه الأوكرانيون قبل أن يستسلموا للأمر الواقع ولواقعية أداء البارصا التي سحرت العالم وعملت على ضمان اللقب السادس في إشارة أكدت بالملموس أنها الأقوى في السنة التي نودعها، مع العلم أن البعض يوضح صعوبة مشوارها في العام الذي نستقبله للحفاظ على كل المكتسبات التي حققتها· دخول العالمية دخل برشلونة باب العالمية بعد الفوز بلقب كأس العالم للأندية على حساب استوديانتيس الأرجنتيني الذي أسقطه بأبوظبي بالإمارات العربية المتحدة بعدما تغلب عليه بهدفين لواحد، وكان استوديانتيس الذي يقوده المخضرم فيرون في طريقه للفوز على البارصا في ملعب زايد، لكن الكطلان سجلوا هدفين الأول مع قرب نهاية النزال وقعه بيدرو، والثاني سجله الداهية ميسي في الوقت إلاضافي الثاني· وأهدر استوديانتيس الفرصة في أن يصبح أول فريق أرجنتيني يتوج باللقب بعد أن فازت أندية البرازيل بالألقاب الثلاثة الأولى، قبل أن يفوز ميلان ومانشستر يونايتد باللقب أيضا في العامين الأخيرين· وبفوز البلوغرانا بكأس العالم للأندية يكون الفريق قد حقق إنجازا تاريخيا، حيث توج الفريق بلقب كأس الملك الليغا، دوري الأبطال، السوبر الإسباني والأوروبي، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية· ميسي قزم من ذهب بعد نيله لقب الكرة الذهبية من طرف مجلة فرانس فوتبول المتخصصة كأحسن لاعب واختياره الأفضل من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، يكون المبدع الأرجنتيني صاحب اللمسة الساحرة قد نال باستحقاق كبير وبميزة حسن جدا كل ما يأمل فيه أي لاعب في عالم المستديرة المجنونة· ميسي والذي قاد فريقه برشلونة لتحقيق ستة ألقاب وازنة أبرزها كأس ملك إسبانيا والليغا وكذلك عصبة الأبطال الأوروبية، أذهل العالم بأسره بفنياته الكبيرة وسرعته الفائقة في الأداء·· "المنتخب" صوتت لفائدته ليكون الأفضل وينال الكرة الذهبية لأنه قدم كل أنواع الإبداع في سنة 2009 سواء على المستوى الشخصي أو مع فريقه برشلونة· وإذا كان ميسي قد حقق كل شيء يطمح إليه هذه السنة، فإن ما حز في نفسه هو وصف بعض الأرجنتينيين له بأنه يقاتل في إسبانيا مع برشلونة ولا يسخر كل جهوده مع منتخب الطانغو، لكنه أنهى 2009 بتصريح ناري قال فيه لكل المشككين في قدراته: إنتظروني في مونديال جنوب إفريقيا· ودخل ميسي في قلوب العديد من عشاقه عبر العالم الذين صوتوا له ليفوز بلقب الكرة الذهبية ليظل الفارق كبيرا بينه وبين البرتغالي رونالدو الذي سحب البساط من تحت أقدامه وهو الذي توج الموسم الماضي· ميسي الذي سحر الكل في هذا العام أوضح بأن أمله الكبير لم يتحقق بعد والمتبلور في المحافظة على كل ما حققه هذا الموسم سواء فيما يخص مسيرته الكروية الشخصية أو مع البارصا التي فتحت له أبواب التألق والمجد منذ إلتحاقه بالفريق وسنه لم يتجاوز الرابعة عشرة· ريال مدريد والصفقات الفلكية وقف العالم بأسره مبهورا أمام العودة القوية لرئيس ريال مدريد فلورونتينو بيريز رجل المال والأعمال، الذي وفر مبلغ 300 مليون أورو لدخول سوق الإنتقالات لكسب الرهانات الصعبة التي وعد بها جمهور النادي الملكي، حيث تعاقد مع النجم البرتغالي كريتسيانو رونالدو مقابل 94 مليون أورو والساحر البرازيلي كاكا بأكثر من 55 مليون أورو إلى جانب الإسباني ألونزو ب 30 مليون أورو، والإسبانيين أربيلوا وألبيول وكذلك الفرنسي ببنزيمة، علما أن الفريق استعاد بعضا من نجمومه كألفارو نيغريدو الذي تم تسريحه لإشبيلية، وكذلك لاعب حظ الوسط كرانيرو، كل الصفقات التي قام بها العائد للقلعة البيضاء بيريز قال عنها أنها عادية في انتظار أن تلحق نجوم أخرى بمجرة المرينغي الذي يسعى للتصالح مع الألقاب وتقديم الأداء الراقي· وحسب إجماع كل النقاد فإن الريال وبعض انضمام مجموعة من اللاعبين الوازنين إلى صفوفه فقد تغيرت طريقة لعبه وأصبح أكثر واقعية، حتى وأن الكل ما يزال ينتظر أن يخرج الوحش بيريز كل أسلحته لمقارعة برشلونة الذي دخل التاريخ من أوسع الأبواب بفوزه بسداسية مكنته من الصعود إلى بوديوم العالمية· الريال يراهن على الفوز ببطولة إسبانيا ودوري أبطال أوروبا لكي لا تذهب الأموال التي صرفها رئيسه في 2009 في مهب الريح، علما أنه أكد أن فريقه وضع لبنات النجاح في السنة التي نودعها ليحصد الأفضل في العام المقبل، باعتبار أنه عاد من بعيد وحصن صفوف نادي القرن الذي يسعى لقيادته إلى المجد الأوروبي والعالمي مجددا· فتيان سويسرا أبطال العالم فاز المنتخب السويسري للشبان (أقل من 17 عاما) بكأس العالم التي أقيمت بنيجيريا، ليصبح أول منتخب عالمي يحرز اللقب في تاريخ الرياضة السويسرية، وجاء تتويج السويسريين بعد الفوز على البلد المضيف في لقاء النهاية أمام 60 ألف متفرج· المنتخب السويسري والملقب بالأسماك الحمراء الصغيرة لقن نيجيريا درسا في فن اللعبة، وهي التي صعدت لمنصات التتويج ثلاث مرات مثل المنتخب البرازيلي، ويعول السويسريون على جيل 2009 لقيادة مشعل الكرة السويسرية إلى الأمام وتكوين منتخب قوي بإمكانه مقارعة كبريات منتخبات القارة العجوز التي قطعت أشواطا مهمة في درب العالمية· مازيمبي بطلا لإفريقيا توج مازيمبي الكونغولي بدوري أبطال إفريقيا بعد تغلبه على هارتلاند النيجيري بهدف في لقاء الإياب، علما أن الكونغوليين استفادوا من مباراة الذهاب والتي انتهت بهدفين لواحد لصالح النيجيريين· وحقق مازيمبي اللقب الإفريقي للمرة الثالثة في تاريخه بعد غياب دام 41 سنة، علما أنه صعد لمنصات التتويج في عامي 1967 و1968، وبذلك يعود مازيمبي للواجهة مجددا علما أنه شارك في كأس العالم للأندية التي أقيمت مؤخرا بأبوظبي بالإمارات العربية المتحدة ومثل إفريقيا أحسن تمثيل ولو لم تخنه قلة التجربة، لقارع كبريات الأندية في هذه المنافسة التي عرفت تتويج برشلونة التي تغلبت على استوديانتيس الأرجنتيني في لقاء النهاية بهدفين لواحد·