توقعنا وبعد انتهاء الموسم الماضي أن الفنان ليونيل ميسي سيتربع على عرش المستديرة ويعانق جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها الفرنسية لفرانس فوتبول المتخصصة في دنيا كرة القدم، ولم يستغرب المتتبعون كون ميسي عانق هذا الإستحقاق، لأنه بكل بساطة فاز بأكثر الألقاب في هذه السنة وحصد كل لقب وقف في طريقه بعد ترصع خزانة الفريق الكطلاني بخمسة كؤوس في انتظار اللقب السادس بإنطلاق مباريات كأس العالم للأندية بالإمارات والتي ستعرف مشاركة برشلونة خلال هذه الأيام· توقعنا مع ميسي وهو ينافس على هذه الجائزة كل شيء إلا أن يحصل على الفارق المهم بينه وبين البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي بلغ 240 نقطة في سابقة تشهدها لأول مرة الجائزة، وهو ما يدل أن ميسي نال العلامة الكبرى بدون استثناء بعد أن أسر القلوب وخطف الألباب في موسم استثنائي مع برشلونة، لكن هل فعلا كان ميسي هو اللاعب الوحيد الذي تألق وحمل مشعل التوهج دونا عن الآخرين أم أن هناك من كان حقا حاسما في تتويج البارصا وتسيدها جميع الألقاب لسنة 2009؟ سيتفق معي الكثيرون أن ميسي حتى وإن نال جائزة الكرة الذهبية فإنه ليس اللاعب الوحيد الذي تألق داخل القلعة الكطلانية، وهنا سنستحضر جميعا المارد إينييستا وما فعله طيلة الموسم الماضي سنستحضر تمريراته ومراوغاته وتسرباته، بل نستحضر الهدف الذي سيظل التاريخ يذكره في مرمى تشيلسي الإنجليزي في آخر أنفاس مباراة النصف في منافسة دوري أبطال أوروبا، بل أعتقد أن لولا هذا الهدف الذي حمل برشلونة سنتذكر أيضا كزافي ضابط الإيقاع وكيف كان يوزع الشهد والكافيار على اللاعبين، وأي دور كان يقوم به في وسط الملعب، سيتذكر معي جمهور الكرة أيضا أهداف إيطو الرهيب الحاسمة فكم هي المرات التي أنقذ فيها الكطلانيين حتى أنه أحرز لقب البيتشيشي أو هداف بطولة الليغا ، وعلى طريقه أيضا سار الفرنسي تيري هنري، ومن ينسى أيضا قلب الأسد العميد بويول والمجهود الخرافي الذي كان يقوم به· فإن نحن أسهبنا في تعداد ما حققه لاعبو برشلونة فإننا حتما سنحيي جلهم وسيبهرنا ما قاموا به، بيد أن الكرة الذهبية عادت في الأخير لليونيل ميسي·· كان من الطبيعي أن تعود الكرة الذهبية لأحد لاعبي برشلونة لكن كان من الممكن أن يفوز بها إينييسطا أو كزافي، فالإثنين معا كانا عنصرين حاسمين بالفريق الكطلاني، لكن الظاهر أنهما دفعا ضريبة مركزهما، فعندما نحصي من أسعفهم الحظ لنيل هذه الجائزة منذ نشأتها عام 1956 سنجد أن السواد الأعظم يتكون من المهاجمين على حساب المدافعين والحراس ولاعبي الوسط·· هكذا حال الكرة وحظ المهاجمين الذين غالبا ما تسلط عليهم الأضواء وعدسات المصورين، لأن الأهداف التي يسجلونها تجعل منهم أبطالا وأسماءا تلوكها ألسنة المتتبعين فننسى تدخلات الحراس وقتالية المدافعين والتمريرات الحاسمة للاعبي الوسط، فكم هم اللاعبون الذين راحوا ضحية مراكزهم رغم ما أسدوه من خدما جليلة للكرة، وأذكر هنا المدافعين الإيطاليين باريزي ومالديني، فرغم مشوارهما المتألق والطويل وألقابهما مع الميلان إلا أن ذلك لم يشفع لهما بالصعود على البوديوم· ومع كل الذي قيل فإن ميسي يستحق جائزته التي انتزعها وسط نيازيك البارصا والأحق بمعانقة الكرة الذهبية ما دام أن هذه الجائزة كانت لا بد لها أن تقع في يد أحد لاعبي الفريق الكطلاني صاحب الموسم الخرافي، حيث لم تجد أفضل من المارد ميسي وكأنها صرخت بصوت عال وسط زحمة نجوم برشلونة أنت أولا أحد يا ميسي·