أيّد علماء أزهريون فتوى إماراتية صدرت أمس الأحد 8-8-2010 تبيح للعمال الذين يعملون في جو شديد الحرارة والرطوبة الإفطار في رمضان إذا كانوا لا يتحملون الصوم وسط هذه الحرارة. وجاء في الفتوى التي نُشرت على موقع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف "يباح الفطر لأصحاب المهن التي تأخذ من أصحابها جهداً ومشقة فوق طاقتهم أثناء نهار رمضان، لأن القاعدة الشرعية تقضي بأن المشقة تجلب التيسير، الا أنه يشترط لذلك أن تكون للعامل "نية الصوم فعلاً، وإذا وجد مشقة شديدة في أثناء يوم صومه حينها يباح له الفطر". يجب أن يبدأ يومه صائماً وقد صدرت هذه الفتوى بناء على سؤال لعامل في منصة نفطية عن حكم الصيام والعمل في أوقات شديدة الحرارة والرطوبة، إذ من الممكن تعرض العامل للسقوط، وتشنج الأعصاب، وإصابات أخرى خطيرة بسبب فقدان الماء والأملاح من الجسم خلال العمل. وقال الشيخ فرحات السعيد المنجي، من كبار علماء الأزهر ل"العربية.نت": "إن الفتوى صحيحة فهناك أعمال شاقة مثل العمل أمام الأفران وفي المحاجر ومصانع الحديد والصلب والمناجم ومنصات النفط، ففي مثل هذا الجو الذي ترتفع فيه درجات الحرارة مناخياً، يكون العامل في مثل هذه الأماكن معرضاً لنوعين من الحرارة وهي حرارة الجو الطبيعية وحرارة المكان الذي يعمل فيه، وفي هذه الحالة يجوز لهؤلاء العمال الافطار في نهار رمضان إذا وجدوا مشقة في الصوم وتبين تعرض هؤلاء العمال لأضرار صحية". وأضاف الشيخ فرحات المنجي "أن القاعدة الشرعية التي استندت اليها هذه الفتوى صحيحة أيضاً، لكن يشترط أن يبدأ العامل صومه عاقداً النية على الصوم، وإذا ألمت به مشقة يجوز له الافطار، ويقضي هذا اليوم في يوم آخر". وأيّد د. أحمد طه ريان، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر هذه الفتوى، وقال ل"العربية.نت": إن قاعدة المشقة تجلب التيسير قاعدة فقهية معروفة وموجودة ويجوز الاستناد إليها في إباحة الإفطار لمثل هؤلاء العمال، فلدينا مثلاً المزارعون في الحقول الذين يتطلب عملهم التواجد تحت حرارة الشمس". وتابع: "وهناك عمال المخابز الذين ينتجون الخبز ويقفون أمام لهيب الحرارة، هؤلاء يجوز لهم الافطار ، لكن يشترط أن يعقد النية على الصوم من الليل، وعليهم أن يبدأوا صيامهم بشكل عادي، وإذا شعروا بالإجهاد وفقدوا قدرتهم على تحمل الصيام يجوز لهم الإفطار، ولكن لا يحق للعامل في مثل هذه المهن عدم تناول السحور وينوي الإفطار من الليل اعتماداً على هذه الفتوى وحرارة الجو، فربما تنخفض درجات الحرارة". الفتوى في صالح الشركات من جهته، أشاد الدكتور سامي الماجد، استاذ الفقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، بالفتوى، وقال ل "العربية"تشكر هيئة الفتيا التي أصدرت هذه الفتوى في مراعاة أوضاع العمال في دول الخليج العربي الذين يرزحون تحت أشعة الشمس اللافحة. وأضاف: " لكن المآل أن هذه الفتوى قد تعطي الحق والتعسف بالنسبة للشركات وأصحاب رؤوس الاموال بألا يبالوا بحقوق هؤلاء، وأن يجعلوهم يعملون في ساعات الظهيرة شديدة الحرارة، ويقال له ان كان يريد أن يصوم يؤجل صيامه. "الفتوىمآلها لهذه الشركات وليس للعمال". ويتوافق شهر رمضان المبارك هذا العام مع شهر آب (أغسطس)، الذي تتجاوز الحرارة فيه 40 درجة مئوية في أغلب الدول الخليجية.