نظمت جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب يوم السبت 30 أبريل 2016م خرجة تربوية وتحسيسية تحت شعار ((أوساط طبيعية محمية ونظيفة: حق وواجب)) إلى الموقع الإيكولوجي (كدية الطيفور) وذلك بشراكة مع مجموعة الفاعلين البيئيين والجمعيات والمؤسسات التربوية من المضيقوتطوان والنواحي. ويأتي هذا النشاط استعدادا لمؤتمر COP22 وبمناسبة انطلاق التوقيع على اتفاق باريس للمناخ واحتفالا بيوم الأرض العالمي. وقد تم فتح حلقية للنقاش أثناء هذه الخرجة التربوية تضمنت كلمة ممثلي المجتمع المدني المشاركين في هذه التظاهرة البيئية بالإضافة إلى ممثلي مؤسسات تعليمية ومجموعة من المتدخلين الآخرين، حيث كانت مدينة المضيق التي تنتمي المنطقة الغابوية لكدية الطيفور إلى مجالها الترابي ممثلة في هذه المداخلات بكل من مجموعة نشطاء البيئة بالمضيق وجمعية قرية الصيادين للتنمية بالمضيق وجمعية حي الزاوية للتنمية، وممثلين عن تلاميذ ثانوية الجبل الإعدادية وتلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية... وأجمعت هذه المداخلات على ضرورة الوقوف في وجه كل من يسعى إلى المس بمجالنا الغابوي، خصوصا بعد الحرائق المتتالية التي يعرفها الغطاء الغابوي بالمنطقة وتحويل بعض المساحات المحروقة إلى تجمعات سكنية، وهذا ما يؤدي بطريقة مباشرة إلى القضاء على التنوع البيولوجي بالمنطقة وتدمير ما تبقى من مساحات خضراء بالمنطقة لصالح جهات مجهولة، كما ندد ممثلو هيئات المجتمع المدني بالمضيق بنوع جديد من التلوث الخطير الذي ظهر مؤخرا بالمحيط الغابوي لكدية الطيفور، حيث تم اكتشاف العشرات من القنينات المملوءة بسائل غريب يصدر رائحة كريهة دون أن يعرف أحد مصدرها ولا الهدف من إلقائها في هذا الموقع الإيكولوجي، خصوصا وأن هذا الوضع الخطير يحدث في ظل صمت مريب للسلطات التي لم تتدخل بعد لإيقاف هذه الجريمة وإزالة هذه القنينات من المنطقة والقيام بتحقيق نزيه لمعرفة المسؤول المباشر عن هذا الوضع الخطير الذي يهدد سلامة المواطنين كما يهدد سلامة الحيوانات والطيور التي تتواجد بالمنطقة. وفي مداخلة باسم المكتب الوطني لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض أشارت الأستاذة آسية بوزكري إلى السياق الذي ينظَّم فيه هذا النشاط البيئي ونوع الأنشطة التي تنظمها جمعية علوم الحياة والأرض بالمغرب من أجل بيئة نظيفة ومحمية، كما عبرت عن دعم المكتب الوطني لمدرسي علوم الحياة والأرض لمثل هذه الأنشطة التحسيسية للمحافظة على الأوساط الطبيعية في جهة طنجةتطوانالحسيمة، ووجهت الأستاذة آسية بوزكري باعتبارها رئيسة اللجنة التنظيمية للمؤتمر المتوسطي حول المناخ الذي ستحتضنه مدينة طنجة نداء إلى كافة الفاعلين البيئيين من أجل المشاركة المكثفة في هذا المؤتمر المتوسطي. وبالإضافة إلى هذه المداخلات استمع المشاركون في هذه الحملة التحسيسية إلى مجموعة من المعلومات حول المجال الغابوي (كدية الطيفور) سواء من حيث المساحة أو من حيث التطور الذي شهده هذا المجال من فترة الاستعمار الإسباني للمنطقة إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى تقديم معلومات حول الثروة الحيوانية التي تستوطن هذه المنطقة الغابوية والتي تعرف تناقصا كبيرا بفعل تدخلات الإنسان. ومن أجل توعية الناشئة بأهمية الحفاظ على هذه الثروة الغابوية المهددة بالزوال تم تنظيم حملة نظافة تم فيها جمع كميات هائلة من النفايات في ظرف وجيز، هذه النفايات التي تتكون في معظمها من مواد بلاستيكية تؤثر بشكل سلبي على البيئة، وقد شارك في هذه الحملة تلاميذ المؤسسات التعليمية المشاركة وممثلوا هيئات المجتمع المدني وعمال النظافة الذين قدموا بدورهم مجموعة من المعلومات والنصائح للأطفال الحاضرين حول أهمية الحفاظ على البيئة. وعلى هامش هذا النشاط أعلن أعضاء جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض عن استعدادهم التام للانخراط الفعلي والجاد في العملية الترافعية التي أطلقتها مجموعة نشطاء البيئة بالمضيق.