عقد وفد من مجموعة نشطاء البيئة بالمضيق، اجتماعا مع المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بتطوان، يوم الخميس المنصرم 17 نونبر 2016، استجابة لطلب مقدم من مجموعة نشطاء البيئة منذ شهر أبريل الماضي، لمناقشة وضعية غابة كدية الطيفور، ومصير المناطق التي شهدت حرائق مفتعلة خلال الشهور الأخيرة بالمناطق المحاذية لجبل زمزم. وحسب بلاغ لمجموعة من نشطاء البيئة، توصلت شبكة أنباء الشمال بنسخة منه، فقد "أخبر المدير الإقليمي بشكل رسمي ونهائي، تسليم إدراة المياه والغابات ومحاربة التصحر 82 هكتار من الغطاء الغابوي في كدية الطيفور لإدارة الأملاك المخزنية، وأن الجهة التي وضعت العلامات في تلك الغابة استعدادا للبناء فوقها هي صندوق الإيداع والتدبير". كما أكد المدير الإقليمي حسب ذات البلاغ، أن الحرائق الأخيرة بغابة جبل زمزم كانت مفتعلة فعلا، وأن التأخر في إعادة تشجير المنطقة يعود لعرقلة عمالة المضيق-الفنيدق، ورئيس مصلحة الشؤون القروية تحديدا، وأن المديرية الإقليمية على استعداد تام لإعادة تشجير حوالي 50 هكتار من تلك المناطق المنكوبة. من جهة أخرى، أخبر المدير الإقليمي نشطاء البيئة عن "تخصيص الإدارة المركزية للمياه والغابات، 8 مليون درهم من أجل إعادة الحياة لضاية مرجة أسمير وتسييجها وصيانتها وإطلاق نوع من السمك داخلها". واستنكر مجموعة نشطاء البيئة، من خلال البلاغ ما اعتبروه "التناقض الصارخ بين تعهدات الدولة في خطاباتها الرسمية خلال تنظيمها لمؤتمر cop 22 وفي إعلان مراكش، وبين ممارستها الواقعية في الميدان، بتعبئة مؤسساتها المالية والعقارية من أجل تدمير هذا التراث الغابوي بغابة كدية الطيفور، والتي طالبوا في عدد من الأحيان اعتبارها محمية طبيعية وطنية". وأمام هذا الوضع، أعلن البيئيون "إدانتهم القوية ومطالبتهم الدولة المغربية بالوقف الفوري لكل المشاريع والمخططات الهادفة إلى تدمير هذا المتنفس الوحيد المتبقي بالمنطقة، وجعل غابة كدية الطيفور منطقة محمية وطنية، يستفيد منها كل المغاربة، كما يتم الحفاظ عليها للأجيال القادمة". واستنكر نشطاء البيئة "العراقيل الواضحة في عملية إعادة التشجير للمناطق المحروقة بجبل زمزم، بما يخدم مصالح اللوبيات العقارية بالمنطقة" حسب تعبيرهم، محملين المسؤولية الكاملة في ذلك لعمالة المضيقالفنيدق، والتي "لم تتجاوب لحد الآن مع العديد من طلبات اللقاء والحوار مع مجموعة نشطاء البيئة"، كما جاء في البلاغ. وأعلن النشطاء حسب نفس المصدر، "رفضهم لتحويل مرجة اسمير لضاية اصطناعية مغلقة في وجه المواطنين والمواطنات، من أجل أغراض ترفيهية أنانية لأقلية متنفذة محظوظة". ووجه نشطاء البيئة بالمضيق دعوة لكل الفاعلين وكل الإطارات المدنية والسياسية الغيورة على البيئة إقليميا، جهويا ووطنيا للاستعداد والتعبئة لخوض كل الأشكال الاحتجاجية، ضد "هذه الخروقات المخططة والممنهجة، ومن أجل إلزام الدولة المغربية بتنفيذ تعهداتها أمام المنتظم الدولي" حسب تعبيرهم.