في سياق التطورات المتسارعة التي يشهدها الملف البيئي بتراب عاملة المضيقالفنيدق نظمت جمعية قرية الصيادين للتنمية بالمضيق ندوة إقليمية حول موضوع ((ظاهرة استنزاف الثروة الغابوية والمائية والتنوع البيولوجي بتراب عمالة المضيقالفنيدق))، وذلك يوم السبت 5 مارس 2016 بقاعة حسن الدردابي بدار الثقافة بالمضيق. وقد أطر هذه الندوة كل من السيد رئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق الأستاذ عبد الخالق بنعبود، والأستاذ رشيد الدردابي عن مجموعة نشطاء البيئة بالمضيق، بالإضافة إلى الأستاذ فؤاد ظريف العضو بالمجلس الوطني لمدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، وفي نفس الوقت عضو بمكتب جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب. في حين تغيب عن الحضور كل من السيد المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر رغم توصله بدعوتين من الجمعية، إحداهما وُضِعت مباشرة بمقر المديرية والثانية تم إرسالها له عبر السلطات الإقليمية، كما تم تسجيل غياب اللجنة الإقليمية لمحاربة ظاهرة استنزاف الثروة الغابوية بعمالة المضيقالفنيدق والتي تم تأسيسها بناء على قرار عاملي تنفيذا لدورية مشتركة بين وزارة الداخلية ووزارة العدل والمندوبية السامية للمياه والغابات، وهذا ما جعل الحاضرين يتساءلون عن الأدوار الحقيقية لهذه اللجنة إذا لم يكن هناك تفاعل بينها وبين المجتمع المدني الذي أعطاه الدستور المغربي الجديد أدوارا هامة في مجال الاقتراح والمراقبة. وقد ركز السيد رئيس مجلس عمالة المضيقالفنيدق في مداخلته على الدور الاقتراحي والتنبيهي الذي يجب أن تقوم به المجالس المنتخبة، كما أبرز أهم الأسباب التي أدت إلى تزايد الاعتداءات على الملك الغابوي والمائي بتراب عمالة المضيقالفنيدق، دون أن ينسى الإشارة إلى الدور الكبير الذي يجب أن تلعبه وزارة الفلاحة في هذا المجال. أما الأستاذ رشيد الدردابي فقد أبرز في مداخلته باسم مجموعة نشطاء البيئة بالمضيق أهم التطورات التي عرفها ملف استنزاف الثروة المائية والغابوية بتراب عمالة المضيقالفنيدق، مدعما مداخلته بمجموعة من الصور والوثائق والخرائط التي تبين بالملموس المنحى التصاعدي الخطير لظاهرة استنزاف الملك الغابوي والبحري والتنوع البيولوجي بتراب العمالة، كما أكد على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في وقف هذا الاستنزاف، وعرض كذلك نتائج دراسات علمية حول آثار التوسع الحضري على ساحل المضيقالفنيدق، كما أكد على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في وقف هذا الاستنزاف، واستشهد على ذلك بالمراحل المتقدمة التي قطعتها مجموعة نشطاء البيئة بالمضيق في هذا الملف، والتي تضم في عضويتها العديد من الفاعلين الجمعويين بالمضيق. وفي مداخلة الأستاذ فؤاد ظريف تم عرض مجموعة من الصور التي تبين الدور التربوي الكبير الذي يمكن أن تقوم به الأندية البيئية بالمؤسسات التعليمية من أجل تحسيس التلاميذ بهذا الخطر الذي يتهدد مستقبل منطقتهم، كما تم عرض صور أخرى توضح التراجع الخطير الذي عرفته حقينة سد أسمير هذه السنة والتي نزلت إلى دون %23 قبل التساقطات المطرية الأخيرة، بالإضافة إلى إبراز الزحف الكبير للمساحات الزراعية على حساب الغطاء الغابوي، والحرائق المتعددة التي تشهدها المنطقة بشكل مستمر، وأبرز تخوفه من أن تكون هذه العمليات نتيجة لعصابات منظمة تسعى إلى تحقيق مكاسب مادية على حساب الغطاء الغابوي والمائي بالمنطقة. وقد كان مقررا أن يحضر في هذه الندوة الأستاذ حسن شواوطة الخبير الدولي في مجال البيئة والتدبير الاستراتيجي، وهو في نفس الوقت رئيس الجمعية المغربية لخبراء البيئة وتدبير النفايات إلا أنه اعتذر في آخر لحظة بسبب ظروف طارئة وهو في طريقه من مدينة الرباط إلى مدينة المضيق، وقد تولى نائب رئيس جمعية قرية الصيادين للتنمية بالمضيق السيد حميد الحائك تلاوة جزء من العرض الذي كان مقررا أن يقدمه الأستاذ حسن شواوطة، وقد أبرز هذا العرض مجموعة من النماذج الدولية والوطنية الناجحة في مجال المحافظة على الثروة الغابوية والمائية، وقدم نموذجين دوليين هما النموذج الكندي والنموذج السويسري، بالإضافة إلى نماذج محلية تم اعتمادها في منطقة أزرو والنواحي. وقبل ختام الندوة تم فتح باب النقاش أمام الحاضرين الذين أظهرت تدخلاتهم الوعي الكبير المتزايد لدى الساكنة بخطورة ما يتم تدبيره في هذا الملف، واستنكروا غياب السيد المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر لتطوان وكذلك اللجنة الإقليمية لمحاربة ظاهرة استنزاف الثروة الغابوية بعمالة المضيقالفنيدق، حيث كان منتظرا أن يستفسرهم الحاضرون عن أهم الإجراءات المتخذة في هذا المجال من طرف السلطات الوصية، خصوصا وأن مجموعة من الحاضرين يتوفرون على وثائق تثبت بالملموس أن العمل الذي تقوم به هذه السلطات المعنية بعدي كل البعد عن انتظارات الساكنة في هذا المجال.