معاناة وألم ولا مبالاة هو الشعور السائد لدى وافدون مستشفى سانية الرمل بتطوان إضافة إلى الانتظار ساعات طويلة حتى يأتيك الدور، في منظر متعب. أما قسم المستعجلات فله وصف اخر باعتباره أكثر الاقسام اكتظاظا، نظرا لقلة المرافق المخصصة للمرضى وللمواطنين الذين ينتظرون خروجهم، وأيضا قلة الأطباء والممرضين ونقص في المعدات. وفي إطار هذه المآسي التي يتكبدها المواطنون، يجدر التذكير بالخسارة التي تلقاها "المهدي الأشقر" عندما أراد دخول مساء الاثنين المستشفى رفقة ابنه الذي لا يتجاوز سبع سنين الذي أصيب بمرض جعله يدخل في غيبوبة بطريقة استعجاليه. إلا أن شعار هذا القسم كعادته هو ممنوع الدخول الشيء الذي يعاني منه كل زائر ليس المهدي فقط, فتكون البداية المشاحنات مع الحراس الذين يتحولون إلى اذرع بشرية يواجهون المواطنين. وفي هذا الصدد حكى لنا المهدي أثناء وصوله إلى الطبيب، حيث تفاجأ برفض فحص ابنه الذي هو في غيبوبة وفاقت درجة حرارته الأربعين. بل طلب منه بلا رحمة "الانتظار" وكأن الحالة عادية. ومما زاد طينة بلة هو عندما وصل دوره خرج الطبيب وتركه أمام ممرضتين متدربين اللذين قدما له وصفة طبية خاطئة كادت تؤدي إلى ما يحمد عقباه. ولما عاد بولده مرة أخرى إلى المستشفى بسبب ظهور على الولد علامات خطيرة سأله الطبيب" لماذا تأخرت بالولد وحالته خطيرة جدا". أمام هذه التناقضات ومعانات المواطنين في هذا المستشفى الذي تحول إلى مقبرة الأحياء يبقى الحل الوحيد هو " التدويرة " التي لم تشفى منها هذه المؤسسة الصحية .بل تزيد من معانات المواطنين. وهذا دليل على أن المستشفى أصبح شعاره الإهمال واللامبالاة بل هما السمة السائدة في التعامل اليومي بداخله حتى قيل بالمدينة أنه لا يصلح لمعالجة حتى حيوانات فضلا عن البشر، فقد ضرب كل المقاييس في الإهمال والسلبية وإهدار الآدمية وعدم النظافة وانعدام الضمير المهني. وفي ظل هذه الفوضي التي شاعت فيه،هل سيتدخل الوزير الواصي على القطاع لحل هذا اللغز أم سيبقى اللوبي المسيطر ينخر جسم المواطنين بالمدينة. وفي هذا السياق قدم المتضرر شكاية إلى مدير المستشفى نتمنى أن تجد عناية منه ويقوم بالتحقيق في الموضوع.