نسمع ونقرأ كثيرا عما يقع بمستشفى الفرابي بمدينة وجدة من إهمال وتفريط يكتوي بناره المرضى، خصوصا المحتاجين منهم، ورغم ذلك لم نلحظ بالملموس تغييرا في ذلك الواقع المرير، ولا ندري كم نحتاج من الكتابات ليتحرك المسؤولون ولانعرف بالضبط العدد الحقيقي لضحايا شعار الصحة للجميع بهذا المستشفى . آخر ضحايا الاهمال بهذا المستشفى المرحوم أحمد درفوفي، الذي توفي بعد معاناته بمستشفى الفرابي بوجدة ، كان رحمه الله ينتظر أن يكون شعار الصحة للجميع حقيقة وليست دعاية فقط تتناولها وسائل الاعلام فحسب المعلومات المتوفرة: بعد ظهيرة يوم السبت 26يونيو وقعت له حادثة سير بطريق سيدي ميمون بجماعة مشرع حمادي، فتم نقله إلى مستوصف مدينة العيونالشرقية الذي يفتقر إلى وسائل الإسعاف الضرورية، ليتم نقله إلى مستشفى الفرابي بمدينة وجدة، ويتبين بعد الفحص أنه مصاب بكسر في رجله اليمنى بدا الأمر عاديا إلى حدود الآن، إلا أنه بقي بالمستشفى يعاني فيه مرارة واقع الصحة حتى يوم الاثنين، يومها أخبره الطبيب أنه ملزم بإجراء عملية جراحية وتركيب قضيب برجله اليمنى، فسارع أقرباؤه وأصدقاؤه من أجل ذلك، لكنه توفي ليلة الأربعاء دون إجراء العملية ! ليطرح التساؤل التالي : هل يعقل أن يموت بالمستشفى من أصيب بكسر برجله ؟ فحسب تصريح كل من زاره بالمستشفى، فالراحل عانى كثيرا من سيادة الإهمال والاستهتار بحياة المرضى المغلوب على أمرهم وكأن كل من يدخل مستشفى الفرابي من المحتاجين محكوم عليه بالمعانات أو ألا يخرج منه إلا جثة هامدة. وقد صرح مجموعة من رواد هذا المرفق الصحي كذلك بأن بالمستشفى قسمين، قسم لأصحاب المال والنفوذ ، وقسم لمن لا مال له ولا جاه .! لقد سبق وأن أثير هذا الواقع الخطير بمستشفى الفرابي مرارا وتكرارا لكن شيئا لم يتغير، بل زاد تعقيدا. ونحن بدورنا نسائل وزيرة الصحة هل هي على علم بما يجري ويقع للبسطاء بهذا المستشفى من إهمال ولا مبالاة وانعدام المسئولية والضمير المهني؟ أم أن الصحة للأغنياء وذوي النفوذ، والموت للفقراء ومن لا نفوذ لهم وأن مقولة الصحة للجميع ليست سوى شعار لدر الرماد على «العيون» !