اضراب أعلن أصحابه أنه مفتوح وأنهم سيرابطون بالساحة حتى الإستجابة لمطالبهم ، هته المطالب التي استعصى حلها على الجهات المسؤولة عن تدبير الملف حتى الآن مما يطرح سؤال ، هل ستظل مدينة تطوان بدون حافلات لوقت طويل ؟ هذه الحافلات التي يصفها العاملين فيها والساكنة معهم أنها لا زالت تستعمل منذ عهد الإستعمار وأنها غير صالحة لنقل الحيوانات فكيف بالإنسان الذي كرمه الله. وتعتبر فئة الطلبة هي الفئة الأكثر استعمالا لهذا النوع من المواصلات نظرا لحالتهم المادية والإجتماعية التي يعلمها الجميع ،حيث تتيح الحافلة امكانية التنقل بثمن أقل تكلفة من التنقل في وسيلة نقل أخرى مما يجعل الطلبة الفئة الأكثر تضررا من هذا الإضراب الذي لا ي‘يعرف إلى حد الآن موعد نهايته . وتقل هذه الحافلات الطلبة القاطنين بتطوان والنواحي المجاورة جميعها حيث يأتي الطلبة من مرتيل والمضيق والفنيدق وكذلك يستقلونها من تطوان إلى الكليات المتواجدة بضواحي مرتيل كل هذا يجعلنا نطرح سؤالا عريضا ، هل سينخرط الطلبة في هذه المعركة ؟ إن المتتبع لمسار الحركة الطلابية في المغرب يعلم علم اليقين أن هذه الحركة الحية لطالما عانقت قضايا شعبها ووطنها وجامعتها وجعلتها صراط نضالها وتحركها من داخل وخارج الجامعة خصوصا في مثل هذه القضايا التي تلامس بشكل مباشر الطالب المغربي وتضرب في عمق الهدف الذي جاء بمن أجله إلى الجامعة آلا وهو التحصيل العلمي ، مما يجعلنا نستنتج أن الجامعة قد تنفجر في الأيام القليلة القادمة في حالة استمرار هذا الإضراب الذي اعتبره الكثيرون إضرابا مشروعا بمطالب حقيقية في ظل المعانات التي يعانيها العاملين في هذا القطاع جراء عملهم لساعات طويلة في حافلات بدون فرامل وبدون ضمان اجتماعي . إن المصالح الآن تجتمع ، مصالح العمال المهمشين ومصالح الطلبة المثمثلة في مطلبهم بتخفيض ثمن الحافلات واستبدالها بحافلات تليق بالإنسان المغربي الكريم ويمكن اعتبار المصلحة الأكبر هي أن مثل هذه القضايا تعيد اللحمة إلى الحركة الطلابية التيعانت من الفرقة طوال العقدين السابقين. يمكن القول إذن أن الأيام القادمة قد تشهد تطورات جديدة في ملف النقل بمدينة تطوان بعدما يعود الطلبة إلى كلياتهم خاصة وأن منظمة التجديد الطلابي فرع تطوان قد أعلنت تضامنها ودعمها لهؤلاء العمال وهي منظمة طلابية تنشط بالجامعة المغربية. بقلم عبد الغفور الصالحي