تحت شعار "العرائش ملتقى الثقافات"، انطلقت بعْد عصر اليوم الخميس فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للتلاقح الثقافي، الذي تحتضنه مدينتا العرائشوالقصر الكبير، بعروضٍ موسيقيّة بدار الثقافة في القصر الكبير، تقدّمها فرق موسيقية من كولومبيا وإسبانيا والمغرب (فرقتان من مدينة العرائش). ويرُومُ المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي بالعرائش، الذي انبثقتْ فكْرةُ تنظيمه من مُلتقى دولي بجامعة عبد المالك السعدي التأمَ فيه مجموعة من الفاعلين الجمعويين الدوليين، (يرُوم) التأكيد على ضرورة الحوار الثقافي والتعايُش بيْن الثقافات والديانات، بحسب مدير المهرجان، عبد الرحمان اللنجري. المتحدّث أضافَ، في تصريح لهسبريس، أنَّ المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي بالعرائش يسعى لتأكيد وتعزيز دوْر المجتمع المدني في مدّ جسور الحوار والتقارُب بيْن شعوب بلدان حوض المتوسّط، وكذا التفاعل الثقافي، كما أنّه يشكّل مناسبة سنوية لتثمين التراث المادّي واللامادي بإقليمالعرائش. وتحْضرُ العروضُ الموسيقيّة والفنيّة بقوّة خلال فعاليّات المهرجان التي انطلق عشيّة اليوم الخميس ويمتدُّ إلى غاية يوم الاثنين القادم، ويهدف منظمو المهرجان، بحسب مديره، إلى التأكيد على أنَّ الموسيقى، والفنون بشكل عامٍّ، ليْستْ وسيلة للفُرجة فحسْب، بلْ أيضا وسيلة للحوار وللتواصل مع الثقافات الأخرى. تحتَ سماء إقليمالعرائش الهادئ، أضحت الأيام الخمسة التي يدُومُها المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي موْعدا سنويّا، "نُحدث شغبا ثقافيا في المواقع الأثرية والفضاءات والمآثر العتيقة لتسليط الضوء عليها، وعلى الإنسان الذي هو جزء من الذاكرة"، يقول اللنجري، متابعا: "نحن مشاغبون ثقافيون". وتتوزّع أماكنُ احتضان المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي بيْن العرائشوالقصر الكبير، إضافة إلى الجماعة القروية "تِطْفْتْ"، حيثُ سيتمّ الاشتغال مع تلاميذ إحدى المدارس بالجماعة. ويشارك في المهرجان فنانون وفرق موسيقية من المغرب وإسبانيا وإيطاليا وبلغاريا، وتحضره كولومبيا لأوّل مرّة. إضافة إلى بُعْد التلاقح الثقافي، يَرى عبد الرحمان اللنجري أنَّ المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي بالعرائش هُو مناسبة لتفعيل الدبلوماسية الموازية، والدفاع عن القضايا العادلة للمغرب، حيث قال: "نتمنى أن تمتدَّ شراكتُنا إلى كل الأطلسي الأمريكي اللاتيني، لما لهذا المحور من أهميّة للدفاع عن القضايا الوطنية". واعتبر اللنجري أنَّ محورَ فنزويلاوكولومبيا والأرجنتين والبرازيل باتَ يكتسي أهمّية كُبرى بالنسبة للمغرب للدفاع عن قضيّة وحدته الترابية، نظرا لكوْن اليسار العالمي (الأحزاب اليسارية)، نشيط جدا في أمريكيا اللاتينية، "وبالتالي يجب الاشتغال مع المجتمع المدني في تلك الدول لإيصال الصورة الحقيقية للقضايا العادلة للمغرب إلى شعوب هذه المناطق"، يُردف المتحدّث. وعقدَ منظمو المهرجان، صباح اليوم، لقاءً لتقديم مسابقة "إدريس الصبايحي للصورة الفوتوغرافية"، والصبايحي فنان فوتوغرافيّ مشهور بمدينة العرائش. وتهدف المسابقة إلى إحياء ذاكرة الراحل الصبايحي، وتشجيع الجيل الجديد من الفوتوغرافيين على المُضيّ في الطريق الذي سلَكه الراحل، "في زمن أضحت فيه الصورة تَرفا"، كما قالَ عبد السلام الصروخ، عضو اللجنة الفنيّة للمهرجان.