"البوليس ما حضاشي حتى راسو"... تعليقات رددها البعض وهم يرون أو يخبرون بما حدث بأحد مراكز شرطة القرب بحي سينية الرمل هاته الأيام، حينما هاجم أحد المخدرين ب"القرقوبي" المركز في واضحة النهار، وطارد عناصرالشرطة الموجودين به و الذين لم يقووا على مواجهته بسبب هيجانه وحمله لسيف يضرب به كل من يقف في وجهه. "المقرقب ما بانو ليه غير مركز البوليس وهجم عليهم.. عندو شي حساب مع البوليس مائة في المائة" يعلق بعض من حضر هاته المواجهة. فالمعني لم يظهر بالشارع ولم يهاجم أحدا حسب بعض الشهود من عين المكان، لكنه توجه مباشرة إلى مركز وهاجم رجلي الشرطة بغثة مما جعلهما يعجزان عن الرد أو اتخاذ قرار استعمال السلاح الناري، وكل ما استطاعا فعله طلب الدعم والمساندة عبر اللاسلكي استمر المشهد بين فر وكر، أحيانا يحاول رجلا الأمن مطاردة الشاب الذي كان في حالة هيجان، وأحيانا يطاردهما محدثا الفزع والرعب في صفوفهما وصفوف من كان هناك. استمر المشهد لبعض الوقت قبل أن يحل بعين المكان. بعض عناصر فرقة الصقور الذين مازال بعضهم يتذكر ليلة رأس السنة، حينما هاجمهم "البقرة" بسيف ولم يوقفه إلا الرصاص الذي أطلق على رجله. الكثيرون بدؤوا يتسائلون فيما إذا كانت الكرة ستعاد وأن المشهد سينتهي بإطلاق الرصاص على المهاجم، كل العلامات كانت تقول إن الأمر سيؤول حتما لاستعمال المسدسات، لكن يبدو أن التردد وربما التعليمات جعلت عناصر الشرطة، تحاول بطريقة سلمية فض المشكل والوصول إلى اعتقال المعني. هل كان وجود المواطنين بتلك الكثافة هناك وراء الثريت في استعمال السلاح الناري؟ قد يكون ذلك هو السبب ربما، خاصة وأن الأمور تطورت بشكل خطير لاحقا. فلم يكن حضور قوات الدعم لعين المكان إلا عاملا مهيجا للمهاجم، الذي لم يعد يفكر في أي شيء سوى "الانتقام" وبدأ يهاجم كل عناصر الشرطة ، متسببا في كدمات وجراح لبعضهم، حتى أن أحدهم أصيب إصابة بليغة تطلبت تدخلا طبيا، وحصل على شهادة طبية مدتها أربعين يوما، ناهيك عن إصابات متفرقة ومختلفة بالنسبة لباقي عناصر الأمن، الذين تمكنوا ب"مشقة الأنفس" من وضع حد لذلك "الفيلم" الأمريكي الذي شاهده المئات من المواطنين مباشرة، ليتم اعتقال المهاجم الذي لم تكشف تفاصيل عن أسباب مهاجمته لرجال الشرطة بالذات دون غيرهم. مصطفى العباسي