بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله السياسة مصالح ، و المصالح فرص ، و الفرص لا يمكن ضياعها ، في أواخر أيام حياة فرانكو و هو طريح فراش الموت كانت فرصة لا تعوض لاسترجاع الصحراء من المستعمر الإسباني ، ففعل ذلك الملك المرحوم الحسن الثاني بوضع المجتمع الدولي أمام محك و واقع و حدث كبير – المسيرة الخضراء – مسيرة كبرى دخل بها الشعب المغربي إلى صحرائه المغتصبة ، عادت الصحراء إلى حضن الوطن ، انقسمت بين المغرب و موريتانيا ثم انسحبت موريتانيا و ضم المغرب كل صحرائه ، فتغيرت الأحوال بعد ما أصبحت الصحراء بساتين وأنهار و بنيان ، وقعت تنمية هائلة و إصلاحات و مشاريع كبرى بالمنطقة ، فالصحراء ستضل مغربية أحب من أحب و كره من كره ، سنفديها بأموالنا وأولادنا و دمائنا . أعيد ، السياسة مصالح و المصالح فرص والفرص لا تعوض ، و نسلم بما يجري ، لكن القلوب ، ماذا سنفعل مع القلوب ، القلوب معادن ، القلوب تختلف اختلاف الآراء و فصائل الدم و تنوع التربة ، قلوب سلمت بفتح علاقات مع الكيان الصهيوني و تراه مربحا اقتصاديا و سياسيا و معنويا ، و قلوب لم ولن ترضى بالتصالح مع من سفك و يسفك دماء أطفال و عجزة و شباب و نساء و رجال عزل في غزة و كل فلسطين . سنضل أوفياء لقضيتنا – الصحراء المغربية – و قضية الأمة – فلسطين عربية –
أيمكننا أن نسمي هذا التواصل مع الكيان الصهيوني داء ؟ داء معدي ينخر في جسم العرب ، فبعد اللإمارات و البحرين و السودان وقبلهم الأردن و مصر و السلطة الفلسطينية ذاتها ، جاء دورنا و ربما هناك طابورا في الانتظار ، ولعل السعودية في المقدمة ، أم أن السعودية حكامها ملتزمين بخدمة الحرمين الشريفين فلا يمكنها أن تطبع مع أعداء المسلمين خاصة أنها صاحبة المبادرة العربية ، أم أن تخويفها بإيران من قبل أمريكا سيجعلها تنضم للمطبعين . الوقت يجري و يجري معه الزمن و الأحداث ، فلننتظر قليلا وسنرى ما لم نكن نحلم أن نراه في وقت قد مضى . نرجو أن تكون هذه الخطوة في صالح الشعب الفلسطيني الأعزل و قضيته و قضية كل المسلمين ، نرجو أن لا ينزلق بلدنا في مستنقع الانبطاح للسياسة الصهيونية العالمية ، نرجو أن نحقق من وراء كل هذا مصالح الشعب و الوطن و ما يرضي ربنا عز وجل . وتبقى مشيئة الله سائرة بين خلقه كيف يشاء ، { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} سورة التكوير