تفحمت جثة طفل يبلغ من العمر سنتين، في حريق هائل اندلع اليوم الجمعة، في منزل سكني يقع في شارع الأطلس بحومة السواني بمدينة طنجة، فيما تمكن الجيران من إنقاذ شقيقه الذي كان معه في موقع الحادث وسط النيران. وأفاد عدد من السكان المجاورين، أن الحريق اندلع داخل منزل صغير تعيش به أسرة الضحية، حوالي الساعة الثالثة والنصف زوالا، في وقت كان الأبوين في عملهما خارج البيت، والطفلين بمفردهما داخل عرفة مقفلة، موضحين أنهم انتبهوا إلى الفاجعة بعدما عمت رائحة الحريق جوانب الحي، وظهرت سحب الدخان بكثافة من النافذة المطلة على الشارع، حيث عم الهلع والخوف بين السكان وعدد من شبان الحي، الذين اقتحموا المنزل واستطاعوا إنقاذ طفل وبعضا من ممتلكات الأسرة. وذكر عبد العالي.ل، وهو الشاب الذي أنقذ الطفل، آدام المكركب، البالغ من العمر ست سنوات، من موت محقق، أنه رغم خطورة الموقف، استطاع أن يكسر باب الغرفة، التي كانت مغلقة بإحكام وبداخلها الطفلين، وتسلل وسط ألسنة النيران المشتعلة، ليحمل على كتفيه الطفل، الذي وجده منزويا وقد بدأ لهيب النار المشتعلة يأخذ منها، حيث رما به من النافذة نحو الخارج، ليجد أيادي الجيران ممدودة لاستقباله. وقال عبد العالي إني أحس بحسرة وألم شديدين لأنني لم أتمكن من إنقاذ الطفل الصغير من الهلاك، نظرا لوجوده داخل بؤرة متأججة منعتني من الاقتراب منه، وهو الأمر الذي سيظل يلازمني طيلة حياتي. وتشير التحقيقات الأولية أن أسباب الحادث تعود إلى تماس كهربائي، إذ من الممكن أن يكون غياب الأهل دفع بطفلين إلى العبث بالأسلاك الكهربائية، مما تسبب في اندلاع هذا الحريق. يذكر أن عدد من رجال الوقاية المدنية أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، عند وصولهم إلى عين المكان، إثر تعرضهم لهجوم من قبل شباب الحي، الذين حملوهم مسؤولية وفاة الطفل، نتيجة تأخرهم عن الحضور إلى مكان الحريق. سارة الرمشي