من الظواهر السلبية التي تنتشر في مدينة تطوان، بشكل يبعث على القلق والحسرة، تلك التي تتعلق بالبناء الرشوائي، الذي يغزو منطقة سمسة بكاملها، بدءا بحومة الواد، في اتجاه شارع سمسة كما هو ظاهر في الصورة، مرورا بعين سمسة، والى عين النجمة، ثم سيدي البهروري، ففي ظرف وجيز لا يتعدى ثلاثة أشهر، عرفت هذه المناطق نموا كبيرا وتصاعدا مذهلا للبنايات العشوائية. وحسب معلومات دقيقة توصلت بها جريدة "تطوان بلوس" من مصادرها الخاصة أن هناك مافيا منظمة، ضالعة في البناء بدون ترخيص، بتواطئها مع مسؤولي الملحقة الإدارية سمسة. كما أكدت المصادر ذاتها، على أن هناك العديد من البنايات التي لا زالت في طور الانجاز ولا تتوفر على رخصة بناء، حسب ما هو واضح من خلال الصور التي تغني عن الوصف يحدث هذا في الوقت الذي أعلنت فيه جماعة تطوان والوكالة الحضرية لتطوان تجميد رخص البناء في ظل الحجر الصحي وإلى وقت لاحق ريثما تعود الأمور إلى طبيعتها المعتادة، فتستغل هذه العناصر المدمرة للحضارة العمرانية الظرفية التي تتسم بغياب المراقبة، وأن مسؤولي المدينة لهم اهتمامات أخرى، مشغولين مع تداعيات الحجر الصحي وتفعيل الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من انتشار فيروس كورونا، حيث أضحت الأحياء التي تدخل ضمن النفوذ الترابي للملحقة الإدارية سمسة مسرحا أساسيا لإحداث بنايات عشوائية بين الفينة والأخرى وبشكل منظم تنظيما محكما، فكل من غاب عن هذه المنطقة لمدة قصيرة ثم عاد إليها من جديد، لا شك أنه سيجد ظهور بنايات جديدة بها إرتسامات عشوائية، لا تخضع في طبيعتها للتصميم المعماري ولا للترخيص البلدي، وإنما نبثث كالفطر البري بين عشية وضحاها. كما توصلت جريدة "تطوان بلوس"، من مصادرها الخاصة أن حومة الواد – وعلى طول شارع سمسة – عين سمسة – عين النجمة، كل هذه الأماكن أضحت بؤر البناء العشوائي والتجزيء السري، الذي لا يخضع لتصميم معماري ولا لشكل هندسي، وإنما علامات التشوهات بارزة للعيان دون أدنى شرط من شروط التعمير، حيث بنايات متداخلة ببعضها بشكل يلفت الأنظار إلى طبيعته العشوائية، ولا زال هذا النوع من البناء مستمرا ومتواصلا بشكل مذهل وفي تحد سافر لكل القرارات الصادرة عن وزارة الداخلية والتي تمنع البناء بدون ترخيص وإحداث قطيعة مع العشوائية في البناء، ورغم ذلك فإن هذه المافيا لا زالت تشتغل بطرق خفية ومتسترة مع اتخاذها الاحتياطات اللازمة وهكذا تستمر الأوراش السرية المتعلقة بالبناء، كما توصلت الجريدة بنداءات متكررة صادرة عن بعض نشطاء الجمعيات المدنية التي تساهم في التنمية الاجتماعية بتطوان تؤكد على أن تجزئة كدية الحمد قد توقف البناء المرخص بها من قبل مصالح جماعة تطوان والوكالة الحضرية لتطوان في الظروف الحالية، ورغم ذلك فإن البناء بها لازال مستمرا بشكل سري وبتواطؤ مع مافيا البناء المشار إليها بتواطؤ مع بعض أعوان السلطة التابعين إلى الملحقة الإدارية سمسة، الذين يتسترون على كل الأوراش القائمة وفق خطة عمل مدروسة ومحددة الأوقات المناسبة والظروف الملائمة وعلى هذا الأساس فإن المواطنين الذين لهم غيرة على مدينة تطوان يستنكرون تصرفات بعض العناصر المنتمية إلى السلطات المحلية التي تتواطأ مع مافيا البناء العشوائي، كما يناشدون تدخل كل من والي جهة طنجةتطوانالحسيمة وعامل إقليمتطوان لإنقاذ الأحياء المشار إليها من العشوائية قبل فوات الأوان .