أبهر الجوق النسوي التطواني "إخلاص"، أمس الجمعة بلشبونة، الجمهور البرتغالي، من خلال أدائه بعضا من أجمل المقطوعات في التراث الموسيقي الأندلسي المغربي. وخلال هذه السهرة، التي نظمت في إطار الأسبوع الثقافي للمغرب بلشبونة، نهل الجوق التطواني، الذي تترأسه وفاء العسري، من الريبرتوار الغني لعبد الصادق شقارة بإيقاعاته الأندلسية، وهو ما صفق له الجمهور طويلا. واستقطبت السهرة أيضا، التي واكبت حفل عشاء ساهر عادت مداخيله إلى جمعية للعمل الخيري لفائدة أطفال في وضعية هشة، عددا كبيرا من المغاربة المقيمين في العاصمة البرتغالية. وعلاوة على الموسيقى، تم الاحتفاء بالطبخ المغربي خلال هذه التظاهرة. فتم تنظيم ورشة طبخ قدم فيها طباخ مغربي لمواطني جماعة أرويوس وزوارها، مستلزمات تحضير الكسكس ومراحله، قبل أن يتم المرور إلى مرحلة تذوق هذا الطعام المغربي الأصيل المعروف عالميا، وهو ما أثار إعجاب الحضور. وشكل هذا الأسبوع الثقافي، الذي نظمت أغلب فقراته في خيمة كبيرة، مناسبة لسكان لشبونة لإعادة اكتشاف غنى وأصالة وكذا تقاليد وعادات بلد جار يربطه به تاريخ مشترك. وفضلا عن حفل الزواج التطواني والحناء، تم تنظيم حفل شاي في إطار هذا الحدث، المنظم تحت شعار "من شمال المغرب إلى أرويوس"، وكذا معارض في الفنون التشكيلية والمنتجات المحلية والصناعة التقليدية بالتعاونيات المغربية. وحضرت السينما المغربية أيضا في هذه التظاهرة الثقافية من خلال عرض الفيلم المغربي "ملاك" للمخرج عبد السلام قلعي. وكان جمهور لشبونة قد رقص في افتتاح الأسبوع الثقافي المغربي أول أمس الخميس على إيقاعات الموسيقى الكناوية. وفي تصريح لسفيرة المغرب في لشبونة، كريمة بنيعيش، قالت إن الهدف من هذا الأسبوع الثقافي هو مشاطرة الشعب البرتغالي ثقافتنا المتنوعة والغنية من خلال الطبخ وحفلات الزواج والحناء والموسيقى، والإسهام في التقارب بين الشعبين، مضيفة أن هذه التظاهرة الثقافية تتوج الاجتماع من مستوى عال بين المغرب والبرتغال الذي انعقد في بداية الأسبوع والذي ترأسه كل من رئيس الحكومة والوزير الأول البرتغالي. . وأشارت السيدة بنيعيش إلى أن هذا الاجتماع، الذي تميز بمشاركة وفد وزاري مهم وتنظيم منتدى اقتصادي عرف نجاحا كبيرا، مشيدة بإبرام اتفاق، خلال هذا الاجتماع من مستوى عال، سيرى النور بموجبه خط بحري يربط بين ميناء بورتيماو بميناء طنجة عبر زوارق. وقالت "هذا الاتفاق سيجسد على أرض الواقع خطاباتنا السياسية" وكذا القرب الجغرافي بين البلدين. وأشادت الديبلوماسية بارتفاع المبادلات بين المغرب والبرتغال، مذكرة في هذا الصدد بأن 200 مقاولة برتغالية تشتغل في المغرب و1200 تشتغل من أجل السوق المغربية علما بأن المقاولات المغربية تهتم هي الأخرى بالسوق اللشبونية. يذكر بأن الأسبوع الثقافي المغربي في لشبونة، الذي نظمته السفارة المغربية في البرتغال بشراكة مع جماعة أرويوس والوكالة المغربية للنهوض وتنمية أقاليم الشمال، سيختتم اليوم السبت.