فتتح المغرب باعتباره ضيف شرف المواكب التقليدية بلشبونة، مؤخرا، عروضه الاحتفالية من خلال موكب للفرق الفلكلورية التي تمثل الغنى والتنوع الثقافي بالمملكة. وأطرب نحو 50 فنانا جمهور العاصمة البرتغالية على إيقاعات غناوة وعيساوة وتيزوا والكدرة والهيتي، والذين سيجوبون شارع الحرية، الشريان الرئيسي للعاصمة لشبونة، مقترحين عروضا غنية وأيضا متنوعة في أفق تعريف الجمهور البرتغالي بالتنوع الثقافي والتلاوين الفنية المغربية المتعددة. وأعطت الفرق الخمسة التي افتتح هذه العروض، النابضة بالحياة والحيوية، لمحة فنية تقديمية لهذا الحفل من خلال عرض قدم، ب(دار المغرب) بلشبونة، خلال حفل حضرته العديد من الشخصيات المغربية والبرتغالية، خاصة وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار وصاحب السمو الملكي دوم دوارتي دو براغانسا، وكاتبة الدولة البرتغالية في الإدارة الداخلية دليلة روخو، علاوة على العديد من السفراء المعتمدين بلشبونة وممثلي وسائل الإعلام البرتغالية. وأكدت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب بالبرتغال، في تصريح للصحافة، أن «المغرب، ضيف شرف هذه المواكب التقليدية، يعد أول بلد أجنبي كان له شرف افتتاح هذه العروض الشعبية التي انطلقت خلال القرن الثامن عشر، والتي يلتئم خلالها إثنان وعشرون حيا بالعاصمة لشبونة لتقديم عروضهم احتفالا بعيد سان أونتوان». وأضافت السفيرة المغربية، التي ذكرت بأن مدينتي الرباط ولشبونة تربطهما علاقة توأمة، أن مشاركة المغرب في هذه العروض من خلال فرق تمثل مختلف جهات المملكة، تروم تعزيز التقارب بين الشعوب وإبراز الغنى والتنوع الثقافي للمغرب. وأعربت العديد من الشخصيات البرتغالية الحاضرة عن ارتياحها لاختيار المغرب كأول بلد أجنبي للمشاركة في هذه التظاهرة التي ستساهم، بحسبهم، دون أدنى شك في تعزيز المعارف والتبادل الثقافي بين الشعبين أكثر. وعبروا، بهذه المناسبة، عن إعجابهم بالعرض الموسيقي المتناغم والأخاذ للفرق المغربية، مؤكدين أنهم أعجبوا، على وجه الخصوص، بالإيقاعات والأداء الغنائي والرقصات التي تجسد جمالية وتألق فن يعد مفخرة للمملكة. من جهته، أعرب سفير الكويت بالبرتغال، سليمان إبراهيم المرجان، عن ارتياحه لمشاركة المغرب، الذي يزخر بتراث غني ومتأصل، في هذه التظاهرة التي تمثل من خلالها المملكة البلدان العربية برمتها. وأشاد، بهذه المناسبة، بالأنشطة التي يقوم بها المغرب من أجل النهوض بالثقافة التي تشكل أفضل رافعة لنقل المعارف والتقريب بين الشعوب. لقد عرض الموكب الفولكلوري المغربي، بمختلف تجلياته الثقافية والجغرافية، ربيرتوارا غنيا يمتح من معين الإيقاعات الراقية والمتنوعة التي تصل، في تناغم خاص، الطقوس بالعروض الراقصة لمغرب مكتنز بثقافات لا ينضب لها معين. ولعل ما يترجم هذا التنوع الفني، ذلك الحضور المتميز لهذه الفرق الفولكلورية في هذه المناسبة، والتي آثرت، من بين مختلف الأهازيج القروية، تأدية رقصة أمازيغية «تيزوة»، رقصة النحلة التي تمتد جذورها إلى قلعة مكونة. كما ضم الموكب الفولكلوري المغربي إلى تلاوينه الفنية اللوحات الكناوية، إيقاعات فن الهيتي (أصله الحياينة بدائرة تيسة) فضلا عن رقصة الكدرة، والأنغام العيساوية التي لفت الموكب في رداء صوفي روحاني. هذه التظاهرة هي مهرجان للألوان والألبسة والأكسيسوارات ببريق الفسيفساء الثقافية المغربية البديعة. يذكر أن المواكب الفولكلورية لمدينة لشبونة تستقطب سنويا أكثر من 250 ألف متفرج، ينضاف إليهم مليون ونصف متفرج برتغالي إلى جانب فئة ناطقة باللغة البرتغالية. وتشارك الفرق الممثلة للأحياء المتميزة في لشبونة، لا سيما منها أحياء موراريا، أفاما، بيرو ألتو، في الموكب الفولكلوري الكبير الذي يجوب شارع الحرية الرئيس الموجود بقلب لشبونة والممتد لنحو كيلومترين. وترتبط هذه المظاهر الاحتفالية بالتقاليد التاريخية العريقة لمدينة لشبونة التي تتنافس أحياؤها للظفر بالمسير في الموكب. ويشكل شهر يونيو من كل سنة بداية هذه الاحتفالات التي تمتد على مدى موسم الصيف في العاصمة البرتغالية لتطرب الجمهور بعروض للرقص والموسيقى الشعبية، إلى جانب تمتيعه بمهرجانات سينمائية، ومشاهد مسرحية، ومنافسات رياضية ومعارض تشكيلية.