لست من الباحتين وراء التنقيب عن خلفيات إغلاق المركز الإقليمي للمساعدة الاجتماعية بمرتيل و الخاص بإيواء مشردي مدن عمالة المضيقالفنيدق ، لعلمي المسبق إن نية انجاز المشروع كانت حسنة و ذات بعد اجتماعي إنساني خالص ،لكن يبدو أن رياحا كثيرة جرت دون تحصيل النتائج المرجوة سواء من ناحية الحد و تطويق ظاهرة التسول أو من جهة تأهيل المستفيدين عبر إكسابهم مهارات حرفية تؤهلهم للاندماج في المجتمع عوض البقاء عالة على المركز و على المدينة برمتها. اليوم و باب الفضاء يوشك على اغلاق أبوابه في وجه المشردين و المتسولين و ستطوى صفحة من تاريخه بايجابياتها و سلبياتها ، وجب التفكير جديا في مستقبل المركز بالنظر لجودته العمرانية ،حداثة انشائه ، موقعه الجغرافي السهل الولوج بين عدة أحياء شعبية ،تجهيزاته اللوجيستيكية المهمة و ما تتطلبته من استتمارت مالية كبرى من المال العام،كل ذلك يوجب التفكير جديا في بدائل لأنشطة ذات قيمة مضافة عالية على المدينة و ساكنتها و خصوصا الشباب و الذكور تحديدا نظرا لوجود مراكز خدمات نسائية ناجحة- دار الحي المسيرة و الديزة مثلا ، حيث لا يتناطح كبشان على غياب فضاءات خاص بدعم قدرات الشبان الدين لم تسعفهم الظروف لمتابعة دراستهم و هم بالمئات عبر تراب المدينة و حتى من أراد الالتحاق بمعاهد التكوين المهني فهي بمدينة تطوان و ما يفرضه دلك من تنقل يومي جد مكلف من الناحية المالية نظرا لحالة الهشاشة الاجتماعية و الأسرية لهؤلاء الشباب مما يعيق استفادتهم من فرص الادماج الاقتصادي التي توفرها تلك المؤسسات و هو ما يقوي فكرة تحويل المركز الى فضاء تعلم المهن و الحرف التي لا تتطلب مستوى دراسي كبير مثلا – الكهرباء المنزلية –الترصيص-الحدادة- صنع شباك الصيد التقليدي ….الخ من المهن التي تتماشى مع حاجيات السوق و هوية المدينة السياحية .و تبدو لي الفكرة ممكنة التنفيذ وهائلة المردودية و الوقع الاجتماعي ،بل سنصيب بحجرة واحدة عصافير كثيرة: أولها ضمان استمرارية خدمات المركز و محتوياته وثانيها عدم ازعاج الساكنة المجاورة التي ستتحول بفعل استفادة أبنائها إلى حاضنة له و ثالثها و هذا هو الأهم اعتاق المئات من شباب المدينة أو منحهم فرصة لتعلم حرفة يعيشوان بها أو يحسوا بقيمتهم كشباب منتج . كل ذلك لا يتطلب سوى إرادة قوية من و رؤية تشاركية ما بين المبادرة الوطنية التعاون الوطني،جماعة مرتيل ، معاهد التكوين المهني و باقي الشركاء المحتملين كمجلس العمالة