تدارست اليوم المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي في شخص مديرها الإقليمي السيد فؤاد ارواضي مع الجمعية المغربية لأوراش المدارس للتنمية التي يرأسها السيد رشيد اشريقي اتفاقية شراكة من أجل تكوين و دمج شباب مدينة تطوان في حرف ترميم المعالم الأثرية بالمدينة العتيقة. هذه المبادرة جاءت بناء على زيارة السيد المديرالإقليمي أواخر فبراير المنصرم لمقر الجمعية المتواجد بمدرسة الصنائع و الفنون الوطنية بباب العقلة حيث عاين عن قرب أشغال المدرسة الورشة واهتماماتها لتكوين مائة مستفيد في سبع حرف وهي الزليج، الجبص، الترميم، الترصيص، الكهرباء، النجارة و الحدادة، وحيث ارتآى أيضا ضرورة التشارك بعد تثمين عمل هذه الجمعية بهدف إرساء برنامج الفرصة الثانية الجيل الجديد ودمج التربية الأساس بالتكوين بالتدرج و التكوين المهني لفائدة اليافعين المنقطعين عن الدراسة ، هذا التصور الذي وضعته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي يهدف بالأساس إكساب المستفيدين الكفايات الأساس للإدماج في التعليم النظامي أو التكوين المهني أو متابعة الاستئناس الحرفي لإكسابهم المهارات التكوينية الأساسية و التوجيه و المواكبة من أجل الإدماج السوسيو مهني، و نظرا لما تحتله المدينة العتيقة من مكانة داخل النسيج الحضري و التراثي لمدينة تطوان و لما تزخر به من مؤهلات ثقافية وتراثية تتطلب الحفاظ عليها، ووعيا من الطرفين المتعاقدين بضرورة تكاثف الجهود من اجل تكوين ودمج هؤلاء الشباب في سوق الشغل فقد ارتآى الطرفان ضرورة المساهمة في تسهيل تكوين المستفيدات و المستفيدين في مجال ترميم المدينة العتيقة ومصاحبتهم بعد إحداث تعاونيات أو مقاولات صغرى متخصصة في الحرف المذكورة سابقا، و إدماجهم أيضا في المدرسة او في التكوين المهني عقب اختبارات تتناسب مستويات الإدماج عبر برنامج الجيل الجديد او ما يسمى بالفرصة الثانية. هذه الخطوة الثمينة تعتبر نقطة إضافية جديدة في مجال التربية و التكوين وتجسد بحق فكرة تضافر الجهود من كلا الطرفين لإنجاح الإدماج السوسيو- مهني للمستفيدين من شباب المدينة و تأهيلهم في الحرف المرتبطة بترميم المعالم التاريخية .كما يصب كل هذا في منحى إنقاذ التراث الموجود بالمدينة العتيقة بعد التمكن من توفير التتبع و الدعم الاجتماعي لهذه الفئة، و التي تترجم في تكوين و إدماج الشباب بسوق الشغل وتحقيق تنمية اجتماعية شاملة تواكب قيمة هذا العمل المشترك الثمين و القيم في نفس الآن.