المدارس" بالمغرب بحوالي 100 ألف دولار أمريكي (897 ألف و250 درهما)، وذلك بحضور وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال اغماني. ويتوخى البرنامج، الذي تشرف عليه الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية في عدة بلدان، تكوين الشباب ذوي التأهيل الدراسي المحدود من الطبقات الهشة في مهن ترميم الثرات الثقافي، خاصة في المناطق المستفيدة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وستطلق الجمعية أول ورشة-مدرسة ضمن البرنامج في مدينة تطوان، بشراكة مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي ووزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة الثقافة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة الحضرية لتطوان، عبر ترميم عدة مبان وفضاءات عمومية، من بينها المبنى القديم للمحطة الطرقية. ويستفيد من الورشة-المدرسة، التي يوجد مقرها في مدرسة الفنون والحرف بتطوان، على مدى سنتين، حوالي مائة شاب من الذكور والإناث ما بين 15 و25 سنة في وضعية هشة من أجل تأهيلهم لولوج سوق الشغل أو إحداث مقاولاتهم الخاصة. وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد اغماني أن مشروع "الأوراش-المدارس" سيساهم بقوة في محاربة الفقر والإقصاء من خلال تكوين مهني يتجه نحو الإدماج السوسيو مهني للشباب، بفضل حرف ترتبط بتأهيل المباني التاريخية يتزايد الإقبال عليها في سوق الشغل. وأبرز أن المشروع، الذي يندرج في إطار البرنامج الذي يجمع الوزارة ونظيرتها في إسبانيا منذ سنة 2009، يضع الشاب في صلب التنمية المحلية، بما يتلاءم وروح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مضيفا أنه يرتقب تعميم هذه التجربة لتشمل في مرحلة مقبلة مدينة سلا. من جانبه، أعرب الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية بالمغرب السيد برونو بويزات المغرب عن اقتناعه بنجاح المشروع بالمملكة اعتبارا لغنى تراثها التاريخي العريق الذي يتطلب بدوره مهارات وخبرات خاصة للحفاظ عليه، فضلا عن وجود حاجة لإدماج الفئات الهشة في الحياة السوسيومهنية. من جهته، أشاد المنسق العام للوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية السيد فيسينتي سيليس ساراكوزي بالانخراط السريع والهام للحكومة المغربية في دعم المشروع، معتبرا أن هذه المبادرة ستشكل تجربة هامة لترميم التراث بالاستفادة من قدرات ومعارف الحرفيين المغاربة. يذكر أنه تم تأسيس الجمعية المغربية للأوراش المدارس من أجل التنمية من قبل كل من وزارة الداخلية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة الثقافة وكتابة الدولة في الصناعة التقليدية. وتتوخى الجمعية من خلال عملها المساهمة في التأهيل والمحافظة على التراث التاريخي والثقافي للمغرب وإعادة إحياء وتثمين المهن التقليدية والحديثة المرتبطة بالحفاظ على التراث من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمدن. ويتواجد برنامج "الأوراش-المدارس"، الذي يقوم على أسس الاستدامة والتكامل والاندماج في المنظومة الوطنية للتكوين المهني والتشغيل والإدماج المهني، في أزيد من 40 مدينة ب15 بلدا عبر العالم منذ 1991 من خلال 150 مشروع تكوين وبلغت نسبة إدماج المستفيدين منه في سوق الشغل 76 في المائة.