نزل الغيث النافع على ساكنة بني اكميل مسطاسة بالحسيمة ، وأحيى الأمل في نفوس هذه الساكنة ، رغم الأضرار المادية التي تكبدوها اثر السيول الجارفة والفيضانات المهولة ، خاصة بعد أن راجت أخبار تنبئ ملأ سد تارجست وعادت مياه الآبار الى حالتها الطبيعية ، اما الفلاحون من جانبهم قد اشتبشروا خيراً كثيراً بالامطار الأخيرة التي يأملون أن يتواصل تهاطلها حتى تبعد عنهم شبح الجفاف الذي ارخى بسدوله على مجموع المنطقة ، هذه الأمطار الغزيرة ، ولئن كانت بمثابة طوق النجاة بالنسبة لسكان بني اكميل مسطاسة ، وأغنتهم عن المحنة التي راحوا يتذوقون مرارتها تلك المتعلقة بندرة الماء الشروب ، إلا أنها كالعادة كشفت عن هشاشة البنية التحتية ، التي لازالت تشكو وتتذرع سوء العناية والاهتمام بشهادة حسب مصادر من المنطقة ذاتها أول الغيث أحدث انقطاع التيار الكهربائي ، وانقطاع المسالك الطرقية المهمة التي تؤدي إلى دواوير المنطقة، حتى اضحت في هذه الأيام شبيهة بجزر متناثرة ،يصعب الخروج منها لاقتناء بعض الضروريات او الدخول إليها ، كالعادة عجزت المسالك الطرقية عن تحمل كميات لا بأس بها من الامطار التي غطت المنطقة بجميع أطرافها ، وحسب افادات عدد من الفلاحين بالمنطقة فقد خلفت التساقطات المطرية ارتياحا كبيرا في نفوسهم من خلال النظرة الاحادية الخاصة بهم ، وحسب ادراكهم ستستفيد منها الفلاحة المزوزية ( المتأخرة ) ، والأشجار المثمرة كالغدان واللوز والجوز والصبار ( الهندي الدلالية ) التي يتم تسويقها في المدن المغربية ، إلى جانب بعض الخضروات والاعشاب الطبيعية التي سيكون لها اثر إيجابي على الماشية ، كما توصلت جريدة تطوان بلوس الإخبارية بنبأ مفاده أن السلطات المحلية تحركت في هذه الظرفية على الفور لإنقاذ الساكنة من العزلة ، حيث تم فتح المسلك الطرقي الرابط بين دوار تغزوت والطريق الساحلية مرورا بدور اعبود ، فالاشغال لازالت مستمرة على أمل أن تنتقل الى اعشيرن لفك العزلة على مجموعة من الدواوير منها احموتن ،حيث إقامة شيخ القبيلة ودوار تخروبين الى ابرانن والكان المتميزين بوعورة مسالكهما . هذه الأشغال مهما تفاعلت معها السلطة المحلية ،المكونة من جماعتين، تابعتين اداريا لقيادة بني اكميل ، فإنها تبقى معطلة وغير كافية لتغطية جميع المسالك الطرقية المنهارة ، اذا لم يدخل المجلس الإقليمي بالحسيمة على الخط في إطار التدابير اللازمة المنوطة به لكونه المسؤول على العالم القروي لهذا الاقليم ، لا سيما وأن منطقة بني اكميل مسطاسة لازالت تعاني من شظف العيش وضعف وسائل الاستقرار ، الى متى ستبقى الأوضاع قائمة على الاستثناءات بهذه المنطقة ؟