بدوار مسطاسة جماعة بني اكميل بالحسية ، يوجد المسجد الجامع الذي يعود تاريخ بناءه إلى أكثر من خمسة قرون ، يعتبر بحق مؤسسة علمية ، فكرية ، تاريخية ، وأحد أبرز المعالم الدينية بالمنطقة ، والذي يختزل قيما كبيرة في تاريخ قبيلة مسطاسة . ان رمزية هذا المكان المقدس، وما يشير اليه من دلالات تاريخية، يستوجب العناية الفائقة والاهتمام به والحفاظ على طابعه الأصلي ومقوماته المعمارية . لصموده أمام المؤثرات الطبيعة طيلة قرون من الزمن . ها هو اليوم أضحى عرضة للانهيار ، نتيجة الإهمال ، وغياب جهود الاعمار والترميم والإصلاح، وقد توصلت جريدة تطوان بلوس الإخبارية ، بنداءات متعددة من طرف ساكنة مسطاسة يعربون عن قلقهم وتذمرهم كون هذا المسجد التاريخي أضحى مهددا بالانهيار على جماجم العشرات من المصلين، الذين يؤدون فيه الصلوات الخمس والتراويح في رمضان ، تحت رحمة أسقفه وجدرانه المتأكلة ، التي تنبئ بحدوث الانهيار في أية لحظة على جماجم المصلين ، وهي كارثة – لا قدر الله – تعيد الى الأذهان ما وقع في مدينة فاس سنة 2010 ، والأخطر من هذا كله هو ما يشكله واد اعشيرن من مخاطر على هذا المسجد لاقترابه منه فأصبح مبنى المسجد على مشارف حافة الواد ، ما يؤشر على أن علامات الانهيار بدأت تظهر للعيان ، فلم يبق له من صمود أمام المؤثرات الطبيعية ،والحملات التي يحدثها واد اعشيرن . ورغم نداءات أهل المنطقة المتكررة ، وطلباتهم المتواصلة ، لعلهم يلقون من ينقذ هذه المعلمة الدينية من الكارثة تكاد تتحقق، لكن صرخاتهم وصيحاتهم ذهبت في ادراج الرياح كالهراء ، انهم استنفذوا كل محاولاتهم في هذا الشأن، لكن دون جدوى . ولهذا فانهم يعلقون امالهم ويستنجدون بتدخل عاهل البلاد في هذا الشأن ، ويعطي تعليماته السامية لوزارة الاوقاف والشؤون الدينية ، بالشروع في الدراسات التقنية ، لإجراء ترميم شامل لهذه المعلمة الدينية ، التاريخية ،في اطار عناية أمير المؤمنين بجميع أماكن اقامة شعائر الدين الاسلامي، وفق معايير مهنية معمارية مع الحفاظ على طابعه الاصلي ومقوماته المعمارية وبناء سياج واقي على جهة واد اعشيرن العملاق يقيه شر الحملات والمؤثرات الطبيعية .