استضاف المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيقالفنيدق الأستاذ أبو جميل الحسن العلمي السجلماسي رئيس معهد الغرب الإسلامي وأستاذ مادة الحديث بكلية آداب ابن طفيل بالقنيطرة في محاضرة حول موضوع: "معالم منهجية في فقه السنة النبوية"، وذلك بقاعة مسرح للاعائشة بمدينة المضيق مساء البارحة. في البداية استهل الدكتور توفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيقالفنيدق كلمته بالترحيب بالحضور أساتذة وباحثين وكذا بالضيف الكريم. ثم ذكر أن فقه السنة النبوية وتحديات العصر وضوابط الفهم السديد ومتطلبات التجديد كلها أمور تحتم علينا أن نتفهم السنة النبوية تفهما سليما وفق ضوابط منهجية تفاديا للغلط والخطأ بعد أن ابتلي المسلمون اليوم بسوء الفهم وقلة الاعتبار.. وقد رصد في ذلك سبعة تحديات تواجه المشتغلين اليوم بالسنة النبوية من حيث كثرة الطعون فيها وإبداء الإعراض عنها سواء من حيث المتن أو الرواية.. ومع ذلك فقد قيد الله في كل عصر من العصور من يدرأ عنها الشبهات ويدافع عنها أمام انتحال المبطلين.. ويعتبر هذا العصر عصر الثورات الست والتي آخرها ثورة المعلوميات والتواصل؛ فإن ذلك يحتم علينا التثبت في قبول الأحاديث درءا للمرويات الموضوعة والتفريق بين ما صدر عن النبي- صلى الله عليه وسلم- باعتباره تشريعا أو جبلة أو عادة أو خصوصية نبوية لأن النبي يجمع بين المفتي والفقيه ورئيس الدولة ورب الأسرة... بعد ذلك أعطى الكلمة للمحاضر الدكتور الحسن العلمي فذكر أن محاضرته تنبني على خمسة مطالب رئيسية وتحت كل مطلب عناصر إضافية من أجل ترشيد وتسديد أفهام المسلمين للتعامل مع السنة النبوية بالوجه المطلوب. ثم ذكر في المطلب الأول مبادئ علم الحديث باعتبار أن فقه السنة النبوية هو شعبة من شعب علم الحديث وأن المشتغلين به يعتبرون حراس العلوم والعقيدة معا، ونظرا لأهمية هذا المطلب فقد فصل الحديث فيه مبينا أنه يدخل تحته ثلاثة عناصر أساسية وهي: أولا: إثبات حجية السنة أي بيان صلاحية النص للاستدلال ببيان مرتبته ما بين الصحيح وغيره ودفع الموضوع والواهي والضعيف منها. ثانيا: إثبات سلامة الحديث من المعارض وذلك بألا تعارض معلوما من الدين بالضرورة ونعتمد في ذلك على عرض السنة على القرآن وملاحظة المنسوخ منها مع الاعتماد على مقصد التفسير الموضوعي للأحاديث. ثالثا: تأويل مشكل الحديث فمتى ظهر إشكال في حديث مع قاعدة كلية في الشريعة وجب محاولة فهم هذا الإشكال أو تأويله وفق ضوابطه. في المطلب الثاني ذكر المحاضر ضرورة اعتماد فقه لغة الحديث في التعامل مع السنة النبوية، لأن الكثير من المشتغلين بالحديث تنقصهم علوم العربية فيفسدون بفهمهم الناقص أكثر مما يصلحون، مع ضرورة ملاحظة الكثير من سنن العرب في خطاباتهم. المطلب الثالث ركز فيه المحاضر على ضرورة الاعتماد كذلك على فقه تنزيل الأحاديث على واقع المسلمين اليوم، لأن سوء تصريف ذلك يؤدي إلى فساد كبير أيضا، وقد عبر عنه الإمام الشاطبي بالاقتضاء التبعي ويدخل تحت ذلك فهم أسباب ورود الحديث. ثم ذكر المحاضر في المطلبين الأخيرين ضرورة مراعاة العلة ومقاصد الشارع في وضع الأحكام، وكذا مراعاة مبدأ التخفيف ودرء الحرج.. وأكد في ختام محاضرته على أن هذه القواعد هي في مجملها تروم تنزيل السنة النبوية على أرض الواقع من أجل ترشيد فهم المسلمين لمضامينها. ثم ختم مسير الجلسة هذا اللقاء العلمي شاكرا المحاضر ومتمنيا تنظيم أنشطة علمية لاحقة بحضور المحاضر استزادة من علمه وخبرته في هذه المواضيع..