أكد المشاركون في ندوة دولية بالرباط نظمتها دار الحديث الحسنية حول "السنة وعلومها في الدراسات المعاصرة" على أهمية ضبط اللغة العربية نصوصا وعلوما لفهم السنة وسلامة العمل بها، وشددوا في ختام هذه الندوة التي شارك فيها عدد من العلماء والأساتذة والباحثين المتخصصين من المغرب ومن عدد من الدول العربية والإسلامية الأسبوع الماضي، على مراعاة ضوابط مهمة في فقه الحديث كضابط التكامل الدلالي بين النصوص قرآنا وسنة، وتحكيم قواعد اللغة العربية والسياق المقالي والمقامي وكذا اعتبار ضابط المقاصد. وخلص المشاركون إلى الحاجة إلى تجديد الدرس المصطلحي للسنة وإثرائه بوضع معجم تاريخي للمصطلحات الحديثية يتتبع نشأتها وتطورها الدلالي، و ضرورة استحضار المفهوم الواسع للسنة والخلاف في شروط تثبيتها، عند أي تقويم للإنتاج الفقهي. ونبهوا إلى أهمية جمع وترتيب نظرية للنقد الحديثي تشمل القواعد والضوابط والمصطلحات التي ظلت متفرقة في المظان، تمكن من الاطلاع على البناء الشمولي لمنهج النقد لدى أئمة هذا الفن، تيسيرا لتدريسها وتطبيقها، وتقريبا لها لغير المتخصصين. مشيرين إلى الحاجة إلى الاستمرار في العناية بكتب متون الحديث النبوي تحقيقا ودراسة، والحاجة إلى إنجاز بحوث علمية في رصد مشاريع جمع السنة النبوية، وتقويمها، تمهيدا للإسهام فيها. وأصى المشاركون في الندوة التي انتظمت في خمسة محاور علمية موزعة على ست جلسات، بطبع بحوث وأعمال هذه الندوة وإصدار مجلة متخصصة في السنة وعلومها عن مؤسسة دار الحديث الحسنية، والإعداد لمسالك دراسية متخصصة في السنة النبوية تتضمن مشاريع أبحاث في المواضيع التي لم يستوف الدرس الحديثي الكلام فيها. كما أوصوا بإنشاء مركز بحث بمؤسسة دار الحديث يعنى بقضايا السنة ثبوتا وفقها وتقريبا، وإيجاد صيغة للتنسيق بين المراكز والمؤسسات العلمية المهتمة بالسنة النبوية، ترشيدا للجهد وضبطا للمسار، إلى جانب العناية بأعلام المحدثين المغاربة والتعريف بجهودهم في خدمة السنة النبوية. كما رفع المشاركون مقترحا لتخصيص جائزة دار الحديث الحسنية للسنة النبوية، ومقترحا لإنشاء مؤسسة محمد السادس لبحوث السنة النبوية. يذكر أن هذه الندوة الدولية تناولت بالدرس والتحليل موضوعات وقضايا تتعلق بواقع السنة النبوية في الدراسات المعاصرة، سواء منها ما يتعلق بقواعد النقد الحديثي للأسانيد والمتون، أو ما يتعلق بفقه الحديث وفهمه، أو ما يتعلق باستشراف آفاق خدمة السنة النبوية في واقعنا المعاصر، عبر مشاريع تروم الجمع والتدوين والدراسة والتحليل، مع عرض نماذج من هذه الدراسات المعاصرة إسلامية كانت أم استشراقية.