من المعروف أن (داعش) اسم مختصر ل(الدولة الإسلامية في العراق والشام)،وهي منظمة متطرفة إرهابية (كما يقال ) .... تم تكوينها بفعل فاعل فهناك من يرى أن النظام السوري هو من أحدث (داعش) لمواجهة الجيش العربي السوري الحر، والهدف من ذلك الحفاظ على النظام السوري الحاكم من الاستنزاف، وخلق بديلا مسلحا يقاتل بدلا عنه ، وهناك من يجزم بالعكس ، كما أن هناك من يختلق مبررات وأسباب أخرى على أي......... في الحقيقة و على النقيض من ذلك يبدو أن (داعش) عندنا يتم تصنيعه بعناية فائقة الجودة من طرف رجال السياسة بتسييرهم الفرعوني و استحواذهم على الثروات والكراسي وانتهاج سياسة القمع و الإقصاء الكلي للآخر ، لأنهم يتوفرون على مسحوق ذهبي يزيل من تطاول عليهم ، ما يجعل الفقر يعشش حتى يتكون (داعش) ، ولحسن الحظ أن (داعش) عندنا مسالم لا يحمل السلاح ويبحث عن الخبز فقط ، ويعيش قصة حب وعداء في تعايش تام مع غريمه رغم الضجيج الصادرمن معدته ، وقدماه ترتعشان وتتعاركان وتضربان بعضهم البعض من شدة الخوف، فالغريم السلطوي يضرب ويخرب ويدمر كل المجالات ، لأن الحياة تنتمي إلى هؤلاء الذين يتقنون ترويضها وإلى الذين يواجهونها بدون خوف ، و(داعش) عندنا في حالة من الحزن الراقي يحاول إعادة المياه إلى مجاريها حتى ينتهي شهر العسل بينهما ، لعله يصبح يوما كالنمل الذي يأكل الطيورعندما تموت بعدما أكلته وهو حي... ف(داعش) كان عندنا قبل أن يعرف في سوريا ، يدعو زواره لحضور المظاهرات السلمية والتجمعات الخطابية ، وبلادنا تزخر بمواهب تتقن الغناء والرقص جيدا في تلك المناسبات ...... والتجربة تعلم الإنسان عدة أشياء في هذه الحياة، فالعدو قد يصبح أعز أصدقائك ،ومن يراقب المشهد المحلي أو الوطني يدرك كيف تدور اليوم المعارك، حيث تكسب نقاط هنا ، وتتم خسارتها هناك.... فانتظارات الشباب تحولت إلى عذابات طالت، ومسارات تعقدت.. وفرقة تتبدى هنا وخصومات تظهر وتختفي.. ونحن قوم يحتاج لمعجزة من السماء ليعيش كما يعيش الآخرون ، فالفساد تسلّل وتغلغل في الجيوب والعقول ووجهنا قبيح جدا ... والمواطن عندنا يواجه ظروف معيشية صعبة جدا تتسم بالحرمان على مستويات مختلفة في الغذاء والملبس والسكن والتعليم والصحة ،وبصفة عامة الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، وبلوغ الحد الأدنى من الشروط الاقتصادية والاجتماعية التي تمكن الفرد من أن يحيا حياة كريمة... والمواطن عندنا كأنه يعيش مع زوجة زانية سرعان ما تنتهي سعادته، لأنها لا تبادله نفس الإحساس.... يزداد فقره الفكري والمادي يوما بعد يوم، ويتربص بالحياة مرغما مهموما يضحك أحيانا على حاله وتعاسة حظه الذي رماه بين أحضان الفقر رغم غزارة حيله الباطلة، فمسألة تغير المجتمع راجعةٌ إلى تغير ما في أنفس أفراده ، إذا غيَّر الأفراد ما بأنفسهم نحو الأفضل تحول المجتمع نحو الأفضل والعكس صحيح ، وفي انتظار غد مشرق نبتسم في وجوه إخواننا ونعيش من أجلهم ... بدوننا لا يستطيعون الحياة ، نحن هواؤهم ... نحن الوقود والحطب..... نحن الأموات والمستمعون....هم الأحياء و الخطباء .... شعبنا أرقى شعوب الأرض... شعبنا يستثمر في كل شيء إلا الفكر... شعبنا ذاكرته قصيرة وللأسف... فكره مرتشى ومزور...