تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله ،انطلقت اليوم " الخميس 09 أكتوبر 2014 بإحدى الفنادق بمدينة تطوان إلى 18 منه الدورة السابعة ل تطوان أبواب السبعة التي تنظمها جمعة تطاون أسمير تحت شعار" الخليفة السلطاني في شمال المغرب وصحرائه الأمير مولاي الحسن بن المهدي". شخصيات وطنية وأجنبية من ضمنها على الخصوص مستشار صاحب الجلالة السيد عمر عزيمان وافراد من اسرة مولاي الحسن بن المهدي وعامل اقليمالعرائش ورجالات الحركة الوطنية والمقاومة وشخصيات سياسية وباحثون ومؤرخون وأكاديميون. وافتتح اليوم بكلمة الجمعية وكلمة أسرة مولاي الحسن بن المهدي .ثم مجموعة من شهادات من طرف الأساتذة في حق الخليفة . وقد اجمع المتدخلون خلالها على ذكر مناقب الرجل الوطنية والسياسية وكذا دوره الريادي في استتباب الأمن في شمال المغرب وصحرائه ومساهمته الفعالة في استقلال ووحدة المغرب .وقد صرح احد الشيوخ التطوانيين أن الخليفة مولاي الحسن بن المهدي لم يوفى حقه لا في فترة الحماية بل حتى في عهد الاستقلال . وتخلل الجلسة الأولى معرض لصور الأمير إضافة إلى الطوابع البريدية خلال تلك الفترة كما ستعرف باقي أيام الملتقى أنشطة ثقافية وفنية متنوعة وأخرى اجتماعية تهتم ببعض الفئات التي تعاني من الهشاشة حيث سيقام معرض الأزياء والمعرض التشكيلي لجمعية الفنانات المغاربيات بمساهمة 23 فنانة تشكيلية بقاعات مدرسة الصنائع كما سيشهد فضاء دار الثقافة محاضرة ومعرض حول فنون الخط العربي والمغربي للفنان احمد الصديقي. وضمن هذه الدورة نظمت الجمعية مسابقة في الفن التشكيلي مخصصة لطلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة كما ستنظم الجمعية يوم السبت 18 أكتوبر 2014 حملة طبية لفائدة المداشر بجماعة القروية الزينات بتعاون مع جمعية أطباء القطاع العام والمندوبية الإقليمية للصحة وأكدت الرئيس المنتدب للجمعية أن من الأهداف الأساسية لتنظيم الملتقى هو إبراز الخصوصيات التاريخية والثقافية للمنطقة الشمالية والجنوبية من المغرب، وتمكين الاجيال الصاعدة من الاطلاع على مراحل هامة من تاريخ المغرب، وكذا إبراز إسهامات رجالات المغرب في الدفاع عن القضايا العادلة للمغرب والحفاظ على الهوية الوطنية. نبذة عن الخلفية مولاي الحسن بن المهدي ولد المرحوم الامير مولاي الحسن ابن الخليفة مولاي المهدي ابن الخليفة مولاي اسماعيل في فاتح جمادى الأخيرة 1329 ه ' موافق 30 ماي1911 م ، بفاس بحي الزربطانة. وبعد الاتفاقية الفرنسية الإسبانية لسنة1904 بخصوص تقسيم المغرب ومعاهدة27 نونبر1912 المتعلقة بتطبيق هذه الاتفاقية تم تعيين مولاي المهدي ابن عم السلطان مولاي يوسف لتولي منصب خليفة السلطان بتطوان ، وبذلك ذهب مولاي الحسن بن المهدي مع والده إلى هذه المدينة . وبتطوان نشأ و درس ما شاء الله أن يدرس باللغتين العربية و الإسبانية . وفاة والده المرحوم مولاي المهدي ( 1310ه – 1342ه) كان والده الخليفة مولاي المهدي أول خليفة عين لشمال المغرب . وقد عين بظهير من السلطان مولاي يوسف بتاريخ سادس جمادى الأخير عام 1331ه موافق 14ماي 1913م . و كان وصوله إلى تطوان يوم الأحد 20 جمادى الأولى عام 1331 ه 27 أبريل 1913 م ، حيث استقر بها مع عائلته الشريفة في قصر المشور داخل المدينة وبعد مرور 11 سنة من تاريخ وصوله إلى تطوان ' انتقل مولاي المهدي إلى رحمة الله ، حيث توفي بمدينة سبتة ' في صحوة يوم الأربعاء 13 ربيع الأول 1324ه موافق 24 أكتوبر 1923م ، و قد نقل إلى تطوان و دفن في الزاوية الحراقية بها ، و عمره يقل عن اثنين و ثلاثين عاما . وقد خلف مولاي المهدي من الأولاد الذكور ثلاثة هم : مولاي محمد و مولاي الحسن و مولاي أحمد . أما مولاي الحسن فهو الخليفة من بعده ، و أما مولاي محمد و مولاي أحمد ، فقد التحقا بالجيش ، و كان من كبار ضباطه في عهد الحماية ثم في عهد الإستقلال . وبعد وفاة مولاي المهدي سنة1923 بقي منصب الخليفة شاغرا حتى سنة1925 لأن مدريد ، في خرق للاتفاقيات ، أرادت أن تعين فيه خالد الريسوني الذي كان باشا للعرائش . وقد تولى باشا مدينة تطوان النيابة ما بين1923- 1925م جلوس مولاي الحسن بن المهدي على كرسي الخلافة في سنة1925م تولى مولاي الحسن بن المهدي- بعد وفاة والده بعامين - الخلافة السلطانية بتطوان، بظهير سلطاني مؤرخ ب26 يونيه 1925م ، وهو في سن الخامسة عشرة . وكان له حينئذ كوزير محمد بن عزوز المنحدر من مدينة فاس . وكان مولاي الحسن بن المهدي خليفة ، ليس فقط في منطقة الشمال بل أيضا لكل الاقاليم الواقعة تحت الإدارة الإسبانية : سيدي إفني ، آيت باعمران ، طرفاية ، والأقاليم الصحراوية . وقد تابع مولاي الحسن بن المهدي دراسته بالعربية والإسبانية وكان استاذه هو العلامة محمد داود . وبعد ظهور الحركة الوطنية بالمنطقة المحتلة من قبل إسبانيا ، قدم لها صاحب السمو الأمير مولاي الحسن بن المهدي الدعم اللازم ، مساندا في البداية هيئة العمل المغربي حتى سنة1934 ، ثم حزب الإصلاح الذي كان يتزعمه عبد الخالق الطريس . وفي سنة1947 ، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس لطنجة ، جاء مولاي الحسن بن المهدي لاستقبال جلالته بأصيلة حيث جدد له عبارات الولاء والإخلاص وتشبثه بشخصه الكريم وبالعرش العلوي المجيد . وبقي من يومئذ على اتصال مستمر مع العاهل الكريم بواسطة مراسلات سرية . وعلى إثر مؤامرة20 غشت1953 أعلن الأمير مولاي الحسن بن المهدي رفضه القاطع لمؤامرة نفي جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة خارج الوطن مؤكدا تشبثه بالسلطان الشرعي للمملكة ووفاءه للعرش العلوي المجيد. كما تصدى الأمير مولاي الحسن بن المهدي بكل ما أوتي من قوة لمخطط الحماية الإسبانية يوم21 يناير1954 والذي كان يرمي إلى إعطاء شرعية لاستقلال المنطقة الشمالية عن الوطن الأم منددا بنفي ملك البلاد والأسرة الملكية وبمحاولة المستعمر تقسيم المغرب. وبفضل مولاي الحسن بن المهدي أصبحت مدينة تطوان معقلا للمقاومة السياسية والعسكرية وقاعدة خلفية لأفراد المقاومة الوطنية. وغداة انتهاء الاحتلال الاجنبي لشمال المغرب تقدم الأمير مولاي الحسن بن المهدي إلى جلالة المغفور له محمد الخامس معتبرا، بكل نكران ذات وروح وطنية صادقة، أن مهمته انتهت وأنه يعتبر نفسه مواطنا عاديا في خدمة جلالته ورهن إشارته. وهكذا عين الأمير سفيرا للمغرب بلندن من1957 إلى1965 ثم سفيرا بروما من 1965 إلى1967 . وبعد ذلك عين مديرا عاما للبنك الوطني للتنمية الاقتصادية قبل أن يعينه جلالة المغفور له الحسن الثاني واليا لبنك المغرب وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى حين وفاته في فاتح نونبر1984 .