هذه الصورة تعبر بكل جلاء عن صور التلاحم بين شمال المغرب وجنوبه في الصحراء المغربية، رغم الاحتلال الإسباني لطرفي المملكة المغربية وانفراد فرنسا بالوسط .. فالصورة توثق لاستقبال الخليفة السلطاني لمنطقة تطوان والشمال مولاي الحسن بن المهدي لأحد كبار أعيان وشيوخ قبائل الصحراء المغربية بمناسبة إحدى الإحتفالات الوطنية، وهي مناسبات عزيزة تقدم فيها آيات الولاء والطاعة وحتى البيعة للخليفة السلطاني لنقلها إلى السلطان محمد الخامس بالعاصمة الرباط..
فلا الإحتلال ولا تقسيم المغرب جغرافيا إلى ثلاث مناطق استعمارية، من طرف الدول الإمبريالية في بداية القرن العشرين، استطاعت أن تمحي وتقضي على الروابط التاريخية وروابط البيعة بين كل جهات المغرب .
ولنا في ذلك درس كبير، لا يحتاج إلى برهان، إبّان زيارة المغفور له محمد الخامس لمنطقة طنجة الدولية سنة 1947 وإلقاء خطبته الشهيرة بين ظهراني سكان طنجة المغاربة، وما خلفته من أصداء دولية ومحلية..
كما لنا درس آخر من خلال زيارته رحمه الله بعد الإستقلال مباشرة لقبائل أيت باعمران والصحراء المغربية وتهافت أعيان وسكان القبائل بها لإستقبال جلالته وتقديم آيات الولاء والطاعة رغم الإستعمار الإسباني..
وتبقى هذه الصورة حجة ودليلا على مدى عمق وأصالة الانتماء التاريخي للصحراء المغربية إلى أرض الوطن، وقد التقطت في أحلك الظروف المحلية والسياقات الدولية المتسمة بطغيان القوى الأوروبية الإمبريالية وتكالبها على دول المنطقة، رغم أن المغرب كان له امتياز عقد الحماية وليس الإستعمار كما هو الشأن بالنسبة لباقي دول العالم الثالث آنذاك .
الصورة توثق لاستقبال الخليفة السلطاني لمنطقة تطوان والشمال مولاي الحسن بن المهدي لأحد كبار أعيان وشيوخ قبائل الصحراء المغربية بمناسبة إحدى الإحتفالات الوطنية